حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (اللام المفردة) ثلاثة أقسام:

صفحة 3 - الجزء 2

  

- حرف اللام -

  · (اللام المفردة) ثلاثة أقسام: عاملة للجرّ، وعاملة للجزم، وغير عاملة. وليس في القسمة أن تكون عاملة للنصب، خلافاً للكوفيتين، وسيأتي.

  فالعاملة للجر مكسورة مع كل ظاهر نحو: «لزيد»، و «لعمرو»، إلا من المستغاث المباشر لـ «يا» فمفتوحة، نحو: «يا الله». وأما قراءة بعضهم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}⁣[الفاتحة: ٢] وغيرها كثير. بضمها فهو عارض للإتباع، ومفتوحة مع كل مُضمر نحو:


حرف اللام

  اللام المفردة قوله: (وعاملة للجزم) نحو لينفق وهي المسماة بلام الأمر، وقوله: وغير عاملة وهي لام الابتداء. قوله: (وليس في القسمة) أي: وليس من جملة الأقسام قسم تكون فيه عاملة للنصب، وقوله: خلافاً للكوفيين القائلين إن لام كي هي الناصبة بنفسها والحق أن الناصب إن مقدرة بعدها جوازاً. قوله: (مكسورة) أي: للتميز عن لام الابتداء إذا دخلت عليه. قوله: (مكسورة مع كل ظاهر) اعلم أن كل كلمة على حرف واحد فحقها الفتح لثقل الضم والكسر على الحرف الواحد ولما كانت لام الابتداء ولام الجر متحدتان لفظاً طلب الفرق بينهما فوجد الفرق بينهما في الضمير بالمدخول عليه لأن الأولى إنما تدخل على ضمير الرفع والثانية على ضمير الجر وهما غير إن، وأما الداخلتان على الظاهر فلا فرق بينهما في المدخول عليه ففرق بينهما باختلاف الحركة فغيرت لام الجر إلى الكسر لموافقة عملها وبقيت تلك مفتوحة على الأصل. قوله: (إلا مع المستغاث المباشر ليا) أي: فتفتح فرقاً بينه وبين المستغاث له لأنه قد يلي يا ويحذف المستغاث نحو يا للضعفاء أي يا للقوم الضعفاء ولحلول المستغاث محل الضمير واللام تفتح مع. قوله (إلا مع المستغاث) أي: وكذلك المتعجب منه كما يأتي نحو يا للماء يا للعشب إذا تعجب من كثرتهما، وإنما فتحت فيهما لحلولهما محل الضمير في أدعوك واللام الداخلة عليه تفتح. قوله: (المباشر ليا) احترز بذلك عن المستغاث المعطوف الخالي عن يا نحو: يا لزيد ولعمرو ولبكر فإن لامه تكسر كما قال في «الخلاصة»:

  وافتح مع المعطوف إن كررت يا ... وفي سوى ذلك بالكسرائتيا

  ويحصل الفرق بينه وبين المستغاث له بعطفه على المستغاث. قوله: (وأما قراءة الخ) وارد على الكلية وهي كل لام جر مع الظاهر مكسورة وحاصل الجواب أن الكلام في حركتها الأصلية وهذا لا ينافي أنها تضم لعارض كالاتساع. قوله: (وأما قراءة بعضهم) هو إبراهيم بن أبي عبلة من الشواذ وقرأ أيضاً الحسن البصري بكسر الدال وهي شاذة أيضاً.