حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون حرفا جازا بمنزلة «إلى» في المعنى والعمل

صفحة 335 - الجزء 1

  · (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معانٍ: انتهاء الغاية، وهو الغالب، والتعليل، وبمعنى إلا في الاستثناء، وهذا أقلها، وقلَّ مَنْ يذكره.

  وتستعمل على ثلاثة أوجه:

  أحدها: أن تكون حرفاً جازاً بمنزلة «إلى» في المعنى والعمل، ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور:

  أحدها: أن لمخفوضها شرطين، أحدهما عام، وهو أن يكون ظاهراً لا مُضمراً، خلافاً للكوفيين والمبرد، فأما قوله [من الوافر]:

  ١٨٦ - أَتَتْ حَنَّاكَ تَقْصِدُ كُلَّ فَجٍّ ... تُرَجُي مِنْكَ أَنْهَا لا تَخِيبُ

  فضرورة؛ واختلف في عِلَّة المنع، فقيل: هي أنَّ مجرورها لا يكون إلا بعضاً مما قبلها أو كبعض منه،

  فلم يمكن عودُ ضميرِ البعض على الكل، ويرده أنه قد يكون


  (حتى). قوله: (انتهاء الغاية) نحو لن نبرح عليه عاكفين الآية، وقوله: انتهاء الغاية هذا يعم العاطفة والجارة لاسم صريح أو مؤول والابتدائية قوله: (والتعليل) نحو أسلم حتى تدخل الجنة وقوله: وبمعنى إلا نحو لا يكون فلان عالماً حتى يحل المشكلات وقوله: التعليل وبمعنى إلا الخ وهاتان خاصتان بالجارة للاسم المؤول. قوله: (وقل من يذكره) أي: من معانيها. قوله: (وتستعمل على ثلاثة أوجه) جارة وعاطفة وابتدائية. قوله: (في المعنى) أي: وهو الدلالة على انتهاء الغاية وقوله: والعمل أي وهو الجزم وقوله: ولكنها أي حتى وقوله: تخالفها أي إلى قوله: (أحدهما عام) أي: في المسبوقة بذي أجزاء وغيرها. قوله: (وهو أن يكون ظاهراً الخ) أي: بخلاف إلى فتجر الظاهر والمضمر سواء كان المجرور آخراً أو غير آخر فهذا هو الأول من أوجه المخالفة. قوله: (أتت) أي: ناقتي حتاك أي إليك كل فج أي تقصدك من كل فج أي طريق قوله: (فضرورة) أي: فلا يكون حجة للكوفيين في جرها المضمر. قوله: (في علة المنع) أي: منع جرها الضمير. قوله: (فلم يكن الخ) فيه أنه قد يعود الضمير على البعض المدرج تحت الكل نحو يوصيكم الله في أولادكم، فإن كن نساء فإن الضمير للبنات في عموم الأولاد. قوله: (عود ضمير البعض) أي: الذي هو بعد حتى.

  قوله: (على الكل) أي: وهو ما قبلها كما في أكلت السمكة حتى رأسها فلو قلت


١٨٦ - التخريج البيت بلا نسبة في (الدرر ٤/ ١١١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٧٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٣).

اللغة: تقصده: تسير باتجاهه. الفج: الطريق الواسع بين جبلين. ترجي: تأمل وتتمنى.

المعنى: جاءت الناس إليك من كل طريق ومكان تتمنى أن تعود بما جاءت من أجله، وأن لا تفشل مساعيها.