حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الأولى: في شروطه وهي ستة، وذلك أنه يشترط فيما قبله أمران

صفحة 102 - الجزء 3

شرح حال الضمير المسمى فضلاً وعِمَاداً

  والكلام فيه في أربع مسائل:

الأولى: في شروطه وهي ستة، وذلك أنه يشترط فيما قبله أمران:

  أحدهما: كونه مبتدأ في الحال أو في الأصل، نحو: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٥٧}⁣[الأعراف: ١٥٧]، {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}⁣[الصافات: ١٦٥] الآية، {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}⁣[المائدة: ١١٧]، {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا}⁣[المزمل: ٢٠]، {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا}⁣[الكهف: ٣٩]، وأجاز الأخفش وقوعه بين الحال وصاحبها، كـ «جاء زيد هو ضاحكاً»، وجعل منه: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}⁣[هود: ٧٨]، فيمن نصب {أطهر}، ولحن أبو عمرو مَنْ قرأ بذلك، وقد خُرِّجَتْ على أن {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي} جملة، و {هُنَّ} إما توكيد لضمير مستتر في الخبر أو مبتدأ و {لَكُمْ} الخبر، وعليهما


  شرح حال الضمير المسمى فصلاً وعماداً

  قوله: (وذلك) أي: وبيان ذلك. قوله: (كونه مبتدأ في الحال) أي: حال التكلم وقوله وفي الأصل أي بأن يدخل على المبتدأ الذي قبله ناسخ. قوله: (أولئك هم المفلحون) أولئك مبتدأ وهم ضمير فصل والمفلحون خبر. قوله: (وإنا لنحن الصافون) إن حرف توكيد ونا اسمها ولنحن ضمير فصل والصافون خبر إن قوله: (كنت أنت الرقيب عليهم) التاء اسم كان وأنت ضمير فصل والرقيب خبرها. قوله: (تجدوه) الهاء مفعول أول وخيراً مفعول ثانٍ وهو ضمير فصل قوله: (ان ترني) الياء مفعول أول وأقل مفعول ثاني وأنا ضمير فصل ومالاً تمييز. قوله: (هو ضاحكاً) هو ضمير فصل وضاحكاً حال من زيد. قوله: (هؤلاء) مبتدأ وبناتي خبر وهن ضمير فصل وأطهر حال ولكم متعلق بالحال. قوله: (ولحن أبو عمرو من قرأ بذلك) أي: بنصب أطهر لما يلزم عليه من توسط ضمير الفصل بين الحال وصاحبها وهو ممنوع عربية، وقوله من قرأ الخ أي فهي قراءة شاذة والذي قرأ بهذه القراءة ابن مروان وكما قرأ بها ابن مروان نقلت عن سعد بن جبير والحسن البصري وزيد بن علي قوله: (وقد خرجت) أي: هذه القراءة على وجهين كل منهما جائز عربية وحينئذ فلا تكون لحناً قوله: (جملة) أي: فهؤلاء مبتدأ وليكم خبر وهن توكيد للضمير في الخبر وأطهر حال من الضمير المستتر في الخبر والجواب الثاني أن هن مبتدأ ولكم خبر وأطهر حال من ضمير الخبر أعني لكم فهو على كل حال حال من الضمير الخبر.