القسم الثاني: اللام الزائدة
  وعلى قولهم يُقال: «قَدْ عَلِمْنا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِناً» بكسر الهمزة لأن النافية مكسورة دائماً، وكذا على قول سيبويه لأن لام الابتداء تُعَلِّق العامل عن العمل، وأما على قول أبي علي وأبي الفتح فتفتح.
  القسم الثاني: اللام الزائدة، وهي الداخلة في خبر المبتدأ في نحول قوله [من الرجز]:
  أُمُّ الْحُلَيْسِ لَعَجُوزُ شَهْرَبَهُ ... [تَرْضَى مِنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهُ]
  وقيل: الأصل: لهي عجوز، وفي خبر «أنّ» المفتوحة كقراءة سعيد بن جبير: {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}[الفرقان: ٢٠] بفتح الهمزة وفي خبر «لكن» في قوله [من الطويل]:
  ٣٨٣ - [يلومونني في حب ليلى عواذلي] ... وَلَكِنَّنِي مِنْ حُبِّهَا لَعَمِيدُ
  وليس دخول اللام مقيساً بعد «أنَّ» المفتوحة خلافاً للمبرد، ولا بعد «لكن» خلافاً للكوفيين، ولا اللام بعدهما لام الابتداء خلافاً له ولهم. وقيل: اللامان للابتداء
  لأسود. قوله: (القسم الثاني) أي: من أقسام اللام غير العاملة. قوله: (أم الحليس الخ) فأقام الحليس مبتدأ وعجوز خبر فهي زائدة وليست لام الابتداء لأنها الداخلة في خبر إن المكسورة أو على مبتدأ أو على خبر المبتدأ إذا تقدم لأن لها الصدر. قوله: (وقيل الأصل لهي عجوز) أي: فهي لام الابتداء داخلة على مبتدأ محذوف قوله: (بفتح الهمزة) أما على قراءة كسر الهمزة فهي لام الابتداء لدخولها على خبر إن المكسورة. قوله: (لعميد) خبر لكن ودخلت اللام وليست للابتداء لأن لام الابتداء خاصة بالمبتدأ أو بالخبر المقدم على المبتدأ، وقوله: لعميد أي لقتيل من العشق وهذا شطر بيت لم يعلم له بقية ولا قائله على الصحيح.
  قوله: (خلافاً للمبرد) القائل إنها مقيسة بعد إن وهي مع ذلك لام الابتداء وقوله خلافاً للكوفيين القائلين إنها مقيسة بعد لكن وهي لام الابتداء، وقوله: خلافاً أي للمبرد وقولهم أي الكوفيين. قوله: (وقيل اللامان) أي: لام لعميد ولام لمن أعلاج كما يدل عليه
٣٨٣ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٤/ ٣٨؛ والإنصاف ١/ ٢٠٩؛ وتخليص الشواهد ص ٣٥٧؛ والجنى الداني ص ١٣٢، ٦١٨؛ وجواهر الأدب ص ٨٧؛ وخزانة الأدب ١/ ١٦، ١٠/ ٣٦١، ٣٦٣؛ والدرر ٢/ ١٨٥؛ ورصف المباني ص ٢٣٥، ٢٧٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٨٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٥؛ وشرح المفصل ٨/ ٦٢، ٦٤؛ وكتاب اللامات ص ١٥٨؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٩١ (لكن)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٤٧؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٠).
اللغة: العواذل: ج العاذل وهو اللائم العميد: الذي أضناه العشق.