حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عوض) ظرف لاستغراق المستقبل

صفحة 411 - الجزء 1

  الجواب عن هذا. ومما يدل على أنها ليست هنا اسماً أنه لا يصح حلول الجانب محلها.

  · (عَوْضُ) ظَرْفٌ لاستغراق المستقبل مثل «أبداً» إلا أنه يختص بالنفي، وهو مُعْرَب إن أضيف، كقولهم: «لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ الْعَائِضِينَ»، مبني إن لم يُضف، وبناؤه إما على الضم كـ «قبلُ»، أو على الكسر كـ «أمْسِ»، أو على الفتح كـ «أيْنَ». وسُمِّيَ الزمانُ «عَوْضاً» لأنه كلما مضى جزء منه عوضه جزء آخر، وقيل: بل لأن الدهر في زعمهم يسلب ويُعوِّض، واختلف في قول الأعشى [من الطويل]:

  ٢٤٤ - رَضِيعَيْ لِبَانِ ثَدْيِ أُمْ، تَحَالَفَا ... بأسْحَمَ دَاجِ عَوْضُ لَا نَتَفرقُ


  قوله: (إنها لا يصح الخ) انظر ما المانع من صحة قولك دع جانبك لومي. قوله: (لا يصح حلول الجانب محلها) أي: كما هو شأن المترادفين.

  (عوض) قوله: (ظرف لاستغراق المستقبل) أي: موضوع لكل فرد من أفراد الزمان المستقبل، أي: موضوع للدلالة على ذلك. قوله: (مختص بالنفي) أي: بخلاف أبداً فإنها لا تختص به تقول لا أكلمه أبداً والمؤمنون في الجنة أبداً. قوله: (وهو معرب إن أضيف) أي: لأن الإضافة من خواص الأسماء فتضعف شبه الحرف إن قلت من أين الإعراب مع أنه سيأتي في عوض لغة بالبناء على الفتح عند عدم الإضافة فمن أين لنا في هذه الفتحة الموجودة في حالة الإضافة أنها فتحة إعراب وأجاب المصنف في حواشي «التسهيل» بما حاصله أنه لو كان مبنياً حال الإضافة لجاز فيه لغات البناء الثلاث الكائنة عند عدم الإضافة فالتزام الفتح دليل على أنه ظرف معرب خصوصاً، والإضافة من خواص الأسماء فتضعف شبه الحرف. قوله: (لا أفعله عوض العائضين) أي: في زمان فيه العائضون، أي: الأجسام التي عوضت خلاف ما بليت ولا شك أن الدنيا ما دامت موجودة لا تخلو عن العائضين، فكأنه قيل لا أفعله ما دامت الدنيا موجودة. قوله: (مبني إن لم يضف) هذا يفيد أن علة البناء تضمنه معنى الإضافة حيث قطع عنها لفظاً لا معنى قوله: (كقبل) أي: تشبيهاً له بالغايات كقبل لحذف المضاف إليه في كل ونية معناه قوله: (أو على الكسر) أي: لأنه الأصل في التخلص من التقاء الساكنين كأمس. قوله: (عوضه) أي: خلفه جزء آخر من بعده فكأن الثاني عوض عن الأول. قوله: (أو لأن الدهر) وفي نسخة وقيل بل أن الدهر. قوله: (في زعمهم) مثلت الزاي والمراد قولهم الباطل أي: زعم الجاهلية. قوله: (يسلب ويعوض) أي: يأخذ ويعطي قوله: (في قول الأعشى) أي: في عوض في قوله الأعشى: قوله: (رضيعي لبان) قبله:


٢٤٤ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ٢٧٥؛ وأدب الكاتب ص ٤٠٧؛ وإصلاح المنطق ص ٢٩٧؛ والأغاني ٩/ ١١١؛ وجمهرة اللغة ص ٩٠٥؛ وخزانة الأدب ٧/ ١٣٨، ١٤٠، ١٤٣، ١٤٤؛ والخصائص ١/ ٢٦٥؛ والدرر ٣/ ١٣٣؛ وشرح شواهد المغني ٣٠٣/ ١؛ وشرح المفصل ٤/ ١٠٧؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٥٦؛ ولسان العرب ٧/ ١٩٢ (عوض)؛ ١٢/ ٢٨٢ =