الرابع عشر: أن يضمن معنى فعل قاصر
  و «أَدِمَ»، و «أَحْمَارً»، و «أَسْوَادً»، أو حِلْية كـ «دَعِجَ»، و «كَحِلَ»، و «شَنبَ»، و «سَمِنَ»، و «هَزِلَ».
  تنبيه - في فصيح ثعلب في باب المشدّد: «فُلانٌ يَتَعَهَدُ ضَيْعَته»، قال ابن دُرُسْتُوَيْهِ: ولا يجوز عنده «يتعاهد»؛ لأنه لا يكون عند أصحابه إلا من اثنين، ولا يكون مُتَعَدِّياً، ويرده قوله [من الطويل]:
  تَجَاوَزْتُ أَحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَراً ... [عَلَيَّ حِرَاصاً لَوْ يُسِرُونَ مَقْتَلِي]
  وأجاز الخليل يتعاهد، وهو قليل، وسأل الحكم بن قنبر أبا زيد عنها فمنعها؛ وسأل يونس فأجازها، فجمع بينهما، وكان عنده ستة من فصحاء العرب، فسئلوا عنها فامتنعوا من يتعاهد»، فقال يونس: يا أبا زيد كم مِنْ علم استفدناه كنت أنتَ سببه. ونقل ابن عصفور عن ابن السيد أنه قال في قول أبي ذؤيب [من الكامل]:
  بَيْنَا تَعَانُقِهِ الْكُمَاةِ وَرَوْعَهِ ... يَوْماً أُتِيحَ لَهُ جَري سلفَعُ
  بسرعة. قوله: (أو حلية) في نسخة أو على حلية وهي الأوصاف الظاهرة والسجايا الأوصاف الباطنة وكلاهما ملازم بخلاف العرض والدعج سعة العين مع سوادها والشنب عذوبة الأسنان وبرودتها وصفاؤها وحدتها والكحل أن يعلو جفون العين سواد مثل الكحل من غير اكتحال قال:
  ليس التكحل في العينين كالكحل
  قوله: (وهزل) فيه أن هزل لا يدل على حلية قوله: (لأنه لا يكون الخ) أي: لأن لان التفاعل لا يكون إلا من متعدد ولا بد أن يكون لازماً، ولو قيل يتعاهد صنعته كان متعدياً وليس هنا متعدد قوله (ويرده) أي: هذا التعليل الذي ذكره ابن درستويه. قوله: (تجاوزت الخ) أي: فقد عدى تفاعل وليس التجاوز واقعاً من متعدد ومن المعلوم أن الموجبة الجزئية تناقض السالبة الكلية قوله: (ابن قنبر) بفتح القاف وبعدها موحدة. قوله: (فجمع) أي: الحكم بين يونس وبين أبي زيد قوله: (كم من علم استفدناه) هذا مدح لأبي زيد من يونس فعلم من هذا أن يتعاهد ممنوعة. قوله: (تعانقه) التعانق جعل كل من المتعانقين يده على عنق صاحبه والفعل منه لازم كما قال ابن السيد البطليوسي وغيره فلا يقال زيد تعانق عمراً وإنما يقال عانقه أو اعتنقا أو تعانقا وحينئذ فالبيت مشكل سواء قرئ بالجر أو الرفع أي بجر التعانق على أنه مصدر مضاف لبين أو بالرفع على أنه فعل والجملة مضافة لبين ووجه الإشكال على كل أن ذلك المصدر أو الفعل تعدى للضمير والكماة فاعل كما قال المصنف والكماة جمع كمى وهو الشجاع المتكمي في سلاحه لأنه كمي نفسه أي سترها بالدرع والبيضة والروغ مصدر راغ أي مال عن الشيء وحاد عنه وأتيح قدر له والجريء بهمز الآخر ذو الجراءة وهي الإقدام على الشيء والسلفع كجعفر