· (سواء) تكون بمعنى مستو
  · (سواء) تكون بمعنى مُسْتوِ ويوصف به المكان بمعنى أنه نصف بين مكانين، والأفْصَحُ فيه حينئذ أن يقصر مع الكسر، نحو: {مَكَانًا سُوًى ٥٨}[طه: ٥٨]، وهو أحد الصفات التي جاءت على «فعل»، كقولهم: «ماء روّى»، و «قوم عدى»، وقد تُمد مع الفتح، نحو: «مَرَرْتُ بِرَجُلٍ سَوَاءٍ وَالْعَدَمُ».
  وبمعنى الوسط، وبمعنى التام، فتُمَدُّ فيهما مع الفتح، نحو قوله تعالى: {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ٥٥}[الصافات: ٥٥]، وقولك «هذا دِرْهَم سَوَاءٌ».
  وبمعنى القَصْدِ، فتقصر مع الكسر، وهو أغرب معانيها، كقوله [من الكامل]:
  ٢٢١ - فَلأَصْرِفَنَّ سِوَى حُذَيْفَةَ مِدْحَتِي ... لِفَتَى الْعَشِيِّ وَفَارِسِ الأَحْزَابِ
  ذكره ابن الشجري.
  وبمعنى مكان أو غير على خلاف في ذلك، فتمد مع الفتح وتقصر مع الضم
  منقطعاً، فإن لو لاسيما لما عملت تلك السدة بل لم يفد الكلام إلا الاستواء في القيام اهـ تقرير دردير.
  (سواء). قوله: (تكون) أي: هذه الكلمة بالنظر لمادتها. قوله: (فتقصر مع الكسر) كان الأولى أن يقول فتقصر مع الكسر أو الضم؛ لأن قوله تعالى: مكاناً سوى قرئ بالكسر والضم مع القصر وعلى كل حال فمعناه كما قال مستو في «الكشاف» اهـ تقرير دردير قوله: (مكانا سوى) نصب على الظرفية لموعداً؛ لأنه مصدر أو بدل من مكان محذوف قبل موعد. قوله: (برجل سواء الخ) سواء نعت لرجل وقوله: والعدم بالرفع عطف على الضمير المتصل من غير فاصل أي: برجل مستو هو والعدم أي: إنه مماثل للعدم فهو لا عبرة به قوله: (في سواء الجحيم) أي في وسطها. قوله: (سوى حذيفة) أي: لقصد حذيفة هذا كلام والظاهر أنها هنا بمعنى جهة، فكان الأولى أن يقول وبمعنى الجهة اهـ تقرير دردير قوله: (وبمعنى مكان أو غير) وهي الواقعة في الكلام كثيراً وهي المذكورة في باب الاستثناء وجعلها سيبويه والجمهور بمعنى مكان فهي عندهم لا تخرج دائماً النصب على أنها ظرف مكان وقال ابن مالك والزجاجي: إنها بمعنى غير فتقع عنده صفة واستثناء كما أن غير كذلك وتقع أيضاً مفعولاً به كغير وفاعلاً، وقال الكوفيون إنها تارة تقع ظرف مكان وتارة لا تقع كما قال ابن مالك. قوله: (على خلاف في ذلك)
٢٢١ - التخريج: البيت لحسّان بن ثابت في (ديوانه ص ٣٩٢ (وفيه «الأجراف» مكان «الأحزاب» ضمن قصيدة فائية)؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٤/ ٤١٦ (سوا)؛ ومجمل اللغة ٣/ ٩٩).
المفردات: أصرفن أوجهن سوى نَحْو وجهة. حذيفة: حذيفة بن بدر.
المعنى: يقول: والله لأوجهنّ ثنائي نحو حذيفة بن بدر الذي هو رجل الليل، وفارس الحرب التي يتحزّب فيها الناس أحزاباً.