· (من): تأتي على خمسة عشر وجها:
  مكسور ضد الصحيح كـ «جريح» و «قتيل»، و «ما»: مصدرية، وهي وصلتها خبر «كأنَّ»، أي ألف القيام على الثلاث فلا يزال ثانياً إحدى قوائمه حتى كأنه مخلوق من قيامه على الثلاث. وقيل: «ما» بمعنى «الذي» وضمير «يقوم» عائد إليها؛ و «كسيراً»: حال من الضمير، وهو بمعنى مكسور؛ و «كأنَّ» ومعمولاها خبر «يزال»، أي: كأنه من الجنس الذي يقوم على الثلاث، والمعنى الأول أولَى.
· (مِنْ): تأتي على خمسة عشر وجهاً:
  أحدها: ابتدءا الغاية، وهو الغالب عليها، حتى ادّعى جماعة أن سائر معانيها راجعة إليه، وتقع لهذا المعنى في غير الزمان، نحو: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الإسراء: ١]، {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ}[النمل: ٣٠]. قال الكوفيون والأخفش والمبرد وابن درستويه: وفي الزمان أيضاً؛ بدليل {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}[التوبة: ١٠٨]، وفي الحديث «فَمُطِرْنَا مِنَ الجُمْعَةِ إلى الْجُمْعَةِ»، وقال النابغة [من الطويل]:
  ٥٢٦ - تُخْيُرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْم حَلِيمَةٍ ... إِلَى الْيَوْمِ، قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التّجَارِبِ
  رجل. قوله: (وهي وصلتها خبر) الأولى والجار والمجرور خبر أي مما يقوم.
  قوله: (حتى كأنه الخ) أي: فهو مبالغة مثل خلق الإنسان من عجل. قوله: (الذي يقوم على الثلاث) أي: في حال كون رجله مكسورة. قوله: (والمعنى الأول أولى) أي: لأن القصد مدح الفرس بالصفون فلا يناسب الالتفات لتشبيهه بالمكسور.
  (من) قوله: (أحدها ابتداء الغاية) أي: ذي الغاية أو المراد بالغاية المسافة بتمامها مجازاً لعلاقة الجزئية أو يقال الإضافة في قولهم لابتداء الغاية لأدنى ملابسة وإن المراد ابتداء الشيء ذي الغاية وحينئذ فلا يلزم أن الغاية مبتدأة وتعرف من الابتدائية بأن يحسن في مقابلتها إلى أو ما يفيد فائدتها نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فالباء أفادت معنى الانتهاء لأن معنى أعوذ به التجيء إليه ومجرورها تارة يكون مبدأ لفعل ممتد نحو سرت من البصرة فإن البصرة مبدأ للسير وهو ممتد وتارة يكون مبدأ لأصل فعل ممتد نحو خرجت من الدار فإن الدار مبدأ للخروج وهو لا امتداد فيه لكنه أصل للذهاب الذي هو فعل ممتد. قوله: (راجعة إليه) أي: ولو تأويل قوله: (غير الزمان) أي: بأن يكون مجرور ما اسم عين أو اسم مكان نحو من المسجد الحرام إنه من سليمان فسليمان مبدأ وهو أصل والفعل الممتد البعث أي مبعوث من سليمان قوله: (من أول يوم) أي: تأسيساً مبتدأ من أول يوم والمراد بالتأسيس الوضع والبناء لا خصوص وضع الأساس الذي لا يمتد. قوله: (تخيرن) من تخيرت الشيء اصطفيته الضمير في تخيرن للسيوف المذكورة
٥٢٦ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٤٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٣١؛ وشرح التصريح ٢/ ٨؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٤٩، ٨٣١؛ ولسان العرب ١/ ٢٦١ (جرب)، ١٢/ ١٤٩ =