الخامس: أن يرفعا الاسم الظاهر
  اهـ. وهو غريب.
  الخامس: أن يَرْفَعا الاسم الظاهر، نحو: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ}[إبراهيم: ١٠]، ونحو: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ}[البقرة: ١٩] ونحو: «أعندك زيد».
  والسادس: أن يستعمل المتعلق محذوفاً في مَثَل أو شبهه، كقولهم لمن ذكر أمراً قد تقادم عهده: «حينئذ الآن»، أصله: كان ذلك حينئذ واسمع الآن، وقولهم لِلْمُعْرِسِ «بالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ» بإضمار: أَعْرَسْتَ.
  والسابع: أن يكون المتعلق محذوفاً على شريطة التفسير، نحو: «أيومَ الجمعة صُمْتَ فِيهِ»، ونحو: بِزَيْدِ مَرَرْتُ بِهِ عند من أجازَهُ مستدلاً بقراءة بعضهم {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ}[الإنسان: ٣١]، والأكثرون يوجبون في مثل ذلك إسقاط الجار، وأن يُرْفَع الاسم بالابتداء أو يُنصب بإضمار «جاوزت» أو نحوه، وبالوجهين قُراء في الآية،
  العامل، وقوله انتهى أي كلام ابن يعيش وقوله وهو أي كلام ابن يعيش غريب لأنه لم يوافقه عليه أحد قوله (فلا يمنع مانع منه) أي: من إظهاره والإتيان به.
  قوله: (أن يرفعا) أي: ذو أن يرفعا أي الخامس موضع يقعان رافعين للاسم الظاهر فيه. قوله: (أفي الله شك) أي: أثبت في الله أو استقر في الله. قوله: (أو كصيب من السماء) أي: كائن أو حصل من السماء، وقوله فيه ظلمات أي استقر فيه ظلمات والشاهد فيه، وأما من السماء فقد سبق. قوله: (أعندك زيد) أي: استقر. قوله: (أن يستعمل المتعلق محذوفاً في مثل لعل الأنسب أن يقعا في مثل قوله: (كقولهم) أي: وكقولهم الكلاب على البقر فلا يجوز ذكر سلط لأن الأمثال لا تغير قوله: (حينئذ الآن) هذا مقول قولهم مثلاً إذا قيل لك أنه وقع في زمن السلطان قايتباي كذا وكذا فتقول حينئذ الآن أي كأن الذي ذكرته واقعاً حين إذ كان ذلك السلطان موجوداً وأسمع الآن ما هو أغرب وأعجب من ذلك. قوله: (للمعرس) من أعرس الرجل اتخذ عرساً بالكسر أي زوجة وهذا شبه مثل لكثرة دونه على الألسن ولكن لا يقال إلا في شيء خاص بخلاف المثل فإنه كلام وهذا شبه مضر به بمورده فلا يقال في شيء خاص فقوله كقولهم مثال للمثل، وأما ما بعده فهو مثال لشبه المثل. قوله: (أعرست) أي: تزوجت بالرفاء أي ملتبساً بالرفاء أي الالتئام والتوافق مع الزوجة.
  قوله: (والأكثرون يوجبون في ذلك إسقاط الجار) أي: لأن في بقائه توكيد الحرف بإعادته داخلاً على ضمير ما دخل عليه المؤكد وهو ممنوع عند الأكثر. قوله: (وبالوجهين قراء في الآية) يريد بالآية قوله تعالى: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الإنسان: ٣١] وبالوجهين رفع الظالمين وهي قراءة شاذة ونصبه وهي قراءة السبعة.