ولنا أنَّها في الأَوَّلَيْنِ نكرة موصوفة، أي: على قوم غيرها؛ ويا شاة إنسان قنص، وهذا من الوصف بالمصدر للمبالغة؛ و «عدداً»: إما صفة لـ «من» على أنه اسم وضع موذع المصدر، وهو العد: أي: والأثرون قوماً ذوي عدد، أي قوماً معدودين، وإما معمول لـ «يعدّ» محذوفاً صِلَة أو صفة لـ «من»، و «مَنْ» بدل من «الأثرون».

  · (مَهْمَا) اسم؛ لعَوْدِ الضمير إليها في: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا}⁣[الأعراف: ١٣٢]، وقال الزمخشري وغيره: عاد عَلَيها ضمير {بِهِ} وضمير {بِهَا} حملاً على اللفظ وعلى المعنى، اهـ. والأولى أن يعود ضمير {بِهَا} لآية، وزعم السهيلي أنها تأتي حرفاً، بدليل قول زهير [من الطويل]:

  وَمَهُمَا تَكُنْ عِندَ أمْراءٍ مِنْ خَلِيقَةٍ، ... وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَم

  قال: فهي هنا حرف بمنزلة «إنْ»، بدليل أنها لا محل لها، وتبعه ابن يسعون، واستدل بقوله [من البسيط]:

  ٥٣٩ - قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ مَاءٍ فَهْيَ ضَاوِيَةٌ، ... مَهْمَا تُصِبْ أَفُقا مِنْ بَارِقٍ تَشِمِ

  قوله: (ولنا) أي: ولنا في الجواب عند عدم زيادتها قوله: (قنص) أي: قانص. قوله: (للمبالغة) أي: فالمراد بقنص قانص والمعنى يا شاة إنسان قانص وصائد لمن حللت له ففي الكلام التفات قوله: (ليعد) إنما لم يقل ليعدون بل أفرد لمراعاة لفظ من. قوله: (صلة) أي: على أن من اسم موصول وقوله أو صفة أي بناءً على أن من نكرة. قوله: (ومن بدل) أي: فهي في محل رفع أي فالمعنى الأثرون قوم يعدون عدداً أو الأثرون الذين يعدون عدداً.

  (مهما) قوله: (اسم) أي: لا حرف خلافاً للسهيلي. قوله: (لعود الضمير إليها) أي: وهو إنما يعود على الأسماء. قوله: (عاد عليها ضمير به) أي: من قوله تأتنا به من آية لتسحرنا بها. قوله: (إن يعود ضمير بها الآية) أي: لأن عود الضمير على أقرب مذكور أولى. قوله: (إنها تأتي حرفاً) المتبادر من كلامه إنها عنده تأتي حرفاً واسماً. قوله: (بدليل إنها لا محل لها) أي: لأنها لو كانت اسماً لكانت متبدأ ولو كانت مبتدأ لعاد عليها الضمير من الجملة الواقعة خبراً فهي حينئذ ليست اسماً فلا محل لها فهي حينئذ حرف. قوله: (قد أوبيت) أي: قد منعت قوله: (أوبيت) بوزن أكرمت مبني للمجهول. قوله:

٥٣٩ - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في (خزانة الأدب ٨/ ١٦٣ - ١٦٦؛ والدرر ٥/ ٧٠؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٥٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٥٧، ٢/ ٧٤٣؛ ولسان العرب ١٤/ ٤ (أبي)، ٤٧٣ (صوي)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٢٦٢؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٦؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٧).