حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

خاتمة - وإذ قد انجر بنا القول إلى ذكر الحذف فلنوجه القول إليه

صفحة 346 - الجزء 3

  إلا أن يقدر عطف «الذين» على «الذين»، و «وقر» على «هدي»؛ فيلزم العطف على معمولي عاملين، وسيبويه لا يُجيزه، وعليه فيكون {فِي آذَانِهِمْ} نعتاً لـ «وقر» قدم عليه فصار حالاً.

  وأما قول الفارسي في «أوَّلُ ما أقولُ إِنِّي أَحْمَدُ الله» فيمن كسر الهمزة: إن الخبر محذوف تقديره: ثابت؛ فقد خُولف فيه، وجعلت الجملة خبراً، ولم يذكر سيبويه المسألة، وذكرها أبو بكر في أصوله وقال: الكسر على الحكاية، فتوهم الفارسي أنه أراد الحكاية بالقول المذكور فقدَّر الجملة منصوبة المحل، فبقي له المبتدأ بلا خبر فقدره، وإنما أراد أبو بكر أنه حكي لنا اللفظ الذي يَفْتَتِحُ به به قوله.

  خاتمة - وإذ قد انجرَّ بنا القولُ إلى ذكر الحذف فلنوجه القول إليه؛ فإنه من المهمات، فنقول:

  ذكر شُروطِهِ - وهي ثمانية:

  أحدها: وجود دليل حالي، كقولك لمن رَفَعَ سوطاً: «زيدا» بإضمار «اضرب»، ومنه {قَالُوا سَلَامًا}⁣[هود: ٦٩، الفرقان: ٦٣] أي: سلّمنا سلاماً، أو مقالي، كقولك لمن


  قبل هذه الجملة هو قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ}⁣[فصلت: ٤١] إلى قوله: {هُدًى وَشِفَاءٌ}⁣[فصلت: ٤٤] وقوله: وما بعدها هو قوله وهو عليهم عمي. قوله: (قدر ما بينهما) أي: وهو قوله: {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ}⁣[فصلت: ٤٤] وقوله كذلك أي كلاماً في شأن القرآن قوله: (إلا على ذلك) أي: التقدير بأن يقدر في الكلام ضمير يعود على القرآن قبل قوله في آذانهم وبعده وإعرابه، وإن كان مخالفاً للظاهر لكن لمقتض وحينئذ فلا عيب فيه قوله: (فيلزم الخ) أي: فيكون حديثاً في شأن القرآن من غير تقدير شيء في الكلام لكن يلزم الخ. قوله: (على معمولي عاملين) أي: لأن العامل في الذين الأول لام الجر والعامل في هدى المبتدأ وهو ضمير القرآن قوله: (في أول ما أقول) أي: أول قولي أو أول القول الذي أقوله قوله: (وجعلت الجملة خبراً) أي: والمعنى أول قولي هذه اللفظ. قوله: (وإنما أراد الخ) يعني أن أبا بكر لم يرد بقوله والكسر على الحكاية الحكاية بالقول، وإنما أراد حكاية المتكلم بهذا الكلام اللفظ الذي يفتتح به قوله. قوله: (وإذا نجر الخ) كأنه أدخل الفاء لإجراء الظرف مجرى كلمة الشرط نحو وإذ لم يهتدوا به فسيقولون وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فآووا إلى الكهف لكن يصد عن ذلك وجود قد لامتناع دخولها في الشرط اهـ دماميني قال الشمني وأقول إجراء إذ مجرى الشرط حتى تدخل الفاء بعدها لا يقتضي إعطاءها حكم الشرط من كل وجه. قوله: (كقولك لمن رفع سوطاً زيداً) أي: فالدليل حالي قوله: (أي سلمنا سلاماً) أي: والدليل على ذلك المقدر حالهم