حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

السادس: أن يكون مبدلا منه الظاهر المفسر له

صفحة 97 - الجزء 3

  أنه قال في تفسير {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}⁣[البقرة: ٢٩] الضمير في {فَسَوَّاهُنَّ} ضمير مبهم، و «سبع سموات» تفسيره، كقولهم: «رُبَّه رجلا»؛ وقيل: راجع إلى «السماء»، و «السماء» في معنى الجنس؛ وقيل: جمع «سماءة»؛ والوجه العربي هو الأول، اهـ وتؤول على أن مراده أن «سبع سموات» بدل، وظاهر تشبيهه بـ «ربه رجلا» يأباه.

  السادس: أن يكون مُبْدَلاً منه الظاهرُ المفسّرُ له كـ «ضربته زيداً». قال ابن عصفور: أجازه الأخفش ومَنَعَهُ سيبويه؛ وقال ابن كيسان: هو جائز بإجماع، نقله عنه ابن مالك؛ ومما خرجوا على ذلك قولهم: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ». وقال الكسائي: هو نعت، والجماعة يأبون نعت الضمير، وقوله [من الرجز]: قَدْ أَصْبَحَتْ بِقَرْقَرَى كَوَانِسَا ... فَلَا تَلُمْهُ أَنْ يَنَامَ الْبَائِسَا

  وقال سيبويه: هو بإضمار «أذمُ»، وقولهم: «قَامَا أَخَوَاكَ»، و «قَامُوا إِخْوَتُكَ»،


  أي: ولا يقتصر عليهما كما قال الجمهور. قوله: (في تفسير فسواهن) أي: الواقعة في سورة البقرة. قوله: (وقيل راجع إلى السماء) أي: المذكورة قبله في قوله، ثم استوى إلى السماء.

  قوله: (والسماء في معنى الجنس) أي: فصح حينئذٍ جمع الضمير. قوله: (وتؤول) أي: وتأول غيري كلام الزمخشري وجعله لا يخالف غيره من كونه لا يفسر الضمير بمميز إلا في بابي نعم وبئس. قوله: (بدل) أي: فهو من أفراد الوجه السادس فمراد الزمخشري بالتفسير البدل لا حقيقة التفسير وحينئذ فلم يكن الزمخشري مخالفاً للجماعة في أن الضمير لا يفسر بمميز إلا في البابين وقوله: وظاهر إلخ رد من المصنف للتأويل، وكأن المصنف لم يطلع على كلام الزمخشري في سورة فصلت فإنه قال إن سبع سموات نصب على أنه تمييز للضمير المبهم؛ وقيل الضمير عائد على سماء باعتبار المعنى، فإن قلت ما الفرق بين النصب على الوجهين قلت النصب على الأول على أن سبع تمييز والنصب على الثاني على الحال هذا كلامه فهو يبعد التأويل كل البعد فكيف يقول المصنف وظاهر تشبيهه الخ مع أن هذا يفيد الجزم برده وكيف يقول المصنف وعندي إلا أن يقال لعل المصنف لم يطلع على كلامه في سورة فصلت أو اطلع وغفل عنه. قوله: (جائز بإجماع) أي: من سيبويه وغيره خلافاً لما قاله ابن عصفور.

  قوله: (ومما خرجوا) خبراً مقدم وقولهم مبتدأ مؤخر قوله: (الرؤوف الرحيم) بدل من الضمير المجرور مفسر له قوله: (وقوله) بالرفع عطف على قولهم السابق لأنه مبتدأ وكذا تقول فيما بعد قوله: (قد أصبحت الخ) قد سبق هذا البيت في الفرق بين البدل وعطف البيان. قوله: (أن ينام البائسا) أي: فلا تلم البائس في أن ينام فقوله البائسا بدل الضمير في تلمه قوله: (هو) أي: البائس بإضمار أي منصوب بإضمار أذم ويجعل من الضمير عائداً على شيء معلوم من الكلام قوله: (بإضمار أذم) الأولى بإضمار أرحم لأن