والثامن: واو دخولها كخروجها وهي الزائدة
  ٥٨٥ - وَوَاللَّهِ لَوْلَا تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ ... [وَلَا كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ وَمُشْرِقِ]
  والثامن: واو دخولها كخروجها وهي الزَّائدة، أثبتها الكوفيون والأخفش وجماعة، وحُمِلَ على ذلك {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧٣] بدليل الآية الأخرى. وقيل: هي عاطفة، والزَّائدة الواو في {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}[الزمر: ٧١] وقيل: هما عاطفتان، والجواب محذوف، أي: كان كَيْتَ وكَيْتَ؛ وكذا البَحْتُ في {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ١٠٣ وَنَادَيْنَاهُ}[الصافات: ١٠٣ - ١٠٤]، الأولى أو الثانية زائدة على القول الأول، أو هما عاطفتانِ والجواب محذوف على القول الثاني؛ والزيادة ظاهرة في قوله من [الطويل]:
  ٥٨٦ - فَمَا بَالُ مَنْ أَسْعَى لأَجْبُرَ عَظْمَهُ ... حِفَاظاً، ويَنْوِي مِنْ سَفَاهَتِهِ كَسْرِي؟
  مثله قوله: (كما تدخل على واو القسم) أي: لأنه لا يمنع دخول حرف على آخر مخالف له في المعنى، وإن اتحدا لفظاً وأما لو اتحدا لفظاً ومعنى فإنه يمتنع.
  قوله: (وفتحت أبوابها) أي: فهي زائدة في جواب إذا وقوله والزائدة أي في الجواب، وقوله والجواب أي جواب إذا. قوله: (كيت وكيت) كناية عما يناسب المقام أي رأوا نفعاً منها أو سلمت عليهم الملائكة أو حياهم الله. قوله: (وكذا البحث) أي: القول قوله: (وتله للجبين) أي: قيل إن هذه الواو زائدة في جواب لما وقيل ما بعدها. قوله: (على القول الأول) أي: القائل بالزيادة وإن كان القائل بالزيادة مختلفاً لأن بعضهم يقول الأولى هي الزائدة وبعضهم يقول الزائدة الثانية فالمراد بالقول بالزيادة ما عدا ما يقول إنها عاطفة. قوله: (الأجبر عظمه) جبر العظم إصلاحه وحفاظاً مفعول لأجله والحفاظ المراقبة اهـ دماميني. قوله: (وينوي) الواو زائدة لأن المضارع الواقع حالاً إذا كان مثبتاً
٥٨٥ - التخريج البيت لعيلان بن شجاع النهشلي في لسان العرب ١/ ٢٨٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٤١٠؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٨٠؛ وشرح المفصل ٧/ ١٣٨؛ والخصائص ٢/ ٢٢٠).
المعنى: يقول: أقسم بالله لولا وجود التمر عنده ما أحببته ولا زرته ولا كان أقرب إلي وأحب إليّ من ولدي عبيد ومشرق.
٥٨٦ - التخريج: البيت لعامر بن مجنون في (حماسة البحتري ص ٧٥؛ ولابن الذئبة الثقفي في سمط اللآلي ص ٦٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٨١؛ ومجالس ثعلب ١/ ١٧٣؛ ولكنانة بن عبد الثقفي أو للحارث بن وعلة في الحماسة الشجرية ١/ ٢٦٤؛ وللأجرد في الشعر والشعراء ٢/ ٧٣٨).
اللغة: البال: الشأن أو القلب، جبر: مداواة العظم المكسور. كسري: إضعافي. السفاهة: الخفة والطيش والحمق والجهالة.
المعنى: ما شأن الذي أسعى لمعاونته ومساعدته في جميع أموره وأحواله محافظة على محبته وصداقته، في الوقت الذي يستعمل قوته لإضعافي جهالة منه وحماقة.