القاعدة السابعة
القاعدة السابعة
  أن اللفظ قد يكون على تقدير، وذلك المقدَّرُ على تقدير آخر، نحو قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ}[يونس: ٣٧]، فإن يُفترى مؤول بالافتراء، والافتراء مؤول بمُفْتَرى، وقال [من الطويل]:
  ٩٢٩ - لَعَمْرُكَ مَا الْفِتْيَانُ أَنْ تَنْبُتَ اللَّحَى ... وَلَكِنَّمَا الْفِتْيَان كُلُّ فَتَى نَدِي
  وقالوا: «عَسَى زيد أن يقومَ» فقيل: هو على ذلك؛ وقيل: على حذف مضاف، أي: عسى أمْرُ زيد، أو: عسى زيد صاحب القيام؛ «أن» زائدة، ويرده عدم صلاحيتها للسقوط في الأكثر، وأنها قد عملت، والزائد لا يعمل، خلافاً لأبي الحسن؛ وأما قولُ أبي الفتح في بيت الحماسة [من البسيط]:
  قوله: (ان اللفظ) أي: كان والفعل مثلاً وقوله: يكون على تقدير بأن يكون مؤولاً بمصدر وذلك المصدر يكون على تأويل آخر بأن يؤول باسم الفاعل، أو اسم المفعول. قوله: (والافتراء مؤول بمقبر) قال الدماميني: قد تقدم في الباب الأول في فصل إن المفتوحة الهمزة الساكنة النون أنه لو قيل بأن كان تامة وأن يفتري في محل رفع على أنه بدل اشتمال من فاعلها والمعنى وما وقع افتراء هذا القرآن لم يكن ثم حذف ولا افتقار إلى تأويل على تأويل قوله: (ان تنبت) أي: نبات ثم يؤول بنابت فالمصدر مؤول باسم الفاعل أي: ما الفتيان نابتي اللحى ويحتمل أن يكون ثم مضاف محذوف ولا يحتاج لهذا التأويل على التأويل، أي: ما فتوة الفتيان نبات اللحى ولكن عجز البيت يناسب الاحتمال الأول. قوله: (اللحى) بكسر اللام وضمها وكلاهما جمع لحية بالكسر، فأما الكسر فيهما فهو مثل قربة وقرب وأما الضم في الجمع والكسر في المفردات فمثل ذروة وذرى. قوله: (ند) الندى: الجواد يقال ند إذا أجاد فهو ند. قوله: (على ذلك) أي: على التأويل بالمصدر والمصدر على التأويل باسم الفاعل أي: القائم قوله: (عدم صلاحيتها) أي: صلاحية أن قوله في الأكثر الذي هو وقوعها بعد عسى فإن إنما تقع كثيراً بعد عسى فهذا يدل على عدم الزيادة قوله: (خلافاً لأبي الحسن) أي: الأخفش القائل بعمل الزائدة.
  قوله: (وأما قول أبي الفتح) هذا جواب عما يقال كيف تكون الزائدة لا تعمل مع أنها قد عملت في البيت وهي زائدة كما نص على زيادتها فيه أبو الفتح. قوله: (في بيت
٩٢٩ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ص ٩٦٤؛ وأمالي المرتضى ١/ ٢٠١؛ والبيت ملفق من بيتين لابن بيض. انظر: شرح أبيات المغني ٨/ ٩٧).
اللغة: ندي: جواد كريم.
المعنى: أقسم بحياتك إن الشاب ليس بنبات شعر لحيته، ولكن الفتى كل الفتى هو الذي يجود بماله، فيطعم ويكسو ويساعد.