تنبيه - إذا قيل «يا لزيد» بفتح اللام فهو مستغاث
  فحذف ما بعد «لا» النافية، أو الأصل: يا لفُلان ثم حذف ما بعد الحرف كما يقال: «ألا تا»، فيقال «ألا فَا» يريدون: ألا تفعلون، وألا فافعلوا.
  تنبيه - إذا قيل «يا لَزَيْدِ» بفتح اللام فهو مستغاثُ، فإن كسرت فهو مستغاث لأجله والمستغاث محذوف فإن قيل «يَا لَكَ» احتمل الوجهين، فإن قيل «يَا لي» فكذلك عند ابن جني، أجازهما في قوله [من الطويل]:
  فَيَا شَوْقُ مَا أَبْقَى، وَيَالِي مِنَ النَّوى ... وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى، وَيَا قَلْبُ مَا أَصَبْى
  وقال ابن عصفور: الصواب أنه مستغاث لأجله، لأن لامَ المُستغاث متعلقة بـ «أدعو»؛ فيلزم تَعدِّي فعل المضمر المتَّصِل إلى ضميرِهِ المتّصل؛ وهذا لا يُلزم ابن جني، لأنه يرى تعلق اللام بـ «يا» كما تقدم، و «يا لا» تتحمل ضميراً كما لا تتحمله «ها» إذا عملت في الحال في نحو {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}[هود: ٧٢] نعم هو لازم لابن عصفور،
  الجار ولا يجوز الاقتصار عليه عند ابن جنى وابن عصفور. قوله: (وأجيب بأن الأصل الخ) أي: لا نسلم أن أصله يا لفلان حتى يلزم الاقتصار على الجار بل أصله يا قوم الخ، وقوله أو الأصل أي أو نسلم أن الأصل يا لفلان وأنها لام المستغاث لكن لا نسلم أنه لا يصح الاقتصار على الجار بل يصح ذلك قوله: (فحذف ما بعد لا النافية) أي: كما حذف المنادى. قوله: (أو الأصل الخ) أي: لا نسلم إن الحرف الجار لا يقتصر عليه بل يقتصر عليه لأنه كلمة مستقلة كما اقتصر على حرف النداء أضعف وهو من الجار. قوله: (ثم حذف ما بعد الحرف) أي: وبقي الحرف ولا محظور فيه كما يقال الخ.
  قوله: (فيقال) أي: في الجواب امتثالاً قوله: (والمستغاث محذوف) والأصل يا لعمرو لزيد قوله: (احتمل الوجهين) أي: لأن الكاف يقتضي فتح اللام مطلقاً، وقوله: احتمل الوجهين أي عند ابن جنى وابن عصفور بدليل قوله فإن قيل الخ. قوله: (فإن قيل يا لي فكذلك عند ابن جنى) أي: لأن الياء تقتضي كسر اللام مطلقاً. قوله: (ويا لي من النوى) هو محل الشاهد فيحتمل أن المعنى أدعو نفسي للخلاص من النوى ويحتمل أن المعنى أدعو قومي ليخلصوني من النوى أي الفراق قوله: (إنه) أي: يا لي مستغاث لأجله وقوله: متعلقة بأدعو أي فادعو عمل في ضمير المتكلم المتصل الفاعل وفي ضمير المتكلم المفعول وهو الياء من يا لي قوله: (فيلزم تعدي الخ) أي: وهو ممنوع في غير باب ظن وفقد وعدم. قوله: (فعل المضمر) أي: فعل الفاعل المضمر. قوله: (إلى ضميره المتصل) أي: المنصوب. قوله: (وهذا) أي: تعدي فعل الخ. قوله: (تعلق اللام) أي: لام المستغاث قوله: (وهذا بعلي شيخاً) فشيخاً حال والعامل الهاء لما فيه من معنى أنبه عليه أو العامل ذا لما فيه من معنى أشير وكون العامل معنى اسم الإشارة أظهر. قوله: (وهو لازم الخ) أي: تعدي الفعل للفاعل والمفعول المصلين. قوله: (هو لازم لابن عصفور) ولا يخلصه كونه مستغاثاً له.