حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - في الصحاح «الأين»: الإعياء

صفحة 109 - الجزء 1

  ثم قيل «إنَّ يَوْمَ الخميس»، أو فعل أمر للواحد من الأنين، أو لجماعة الإناث «الأين»، أو من «آن»، بمعنى «قَرُبَ»، أو للواحدة مؤكّداً بالنون من «وَأي» بمعنى «وعد»، كقوله:

  إِنَّ هِنْدُ الْمَلِيحَةُ الْحَسْنَاءَ

  وقد مرّ، ومركبة من «إن» النافية و «أنا»، كقول بعضهم: «إنَّ قائم»، والأصل: إن أنا قائم، ففعل فيه ما مضى من شرحه.

  فالأقسام إذن عشرة: هذه الثمانية، والمؤكدة، والجوابية.

  تنبيه - في الصحاح «الأين»: الإعياء، وقال أبو زيد: لا يُبْنَى منه فعل، وقد خولف فيه انتهى فعلى قول أبي زيد يسقط بعض الأقسام.

  ***

  · (أن) - المفتوحة المشدّدة النون، على وجهين:

  أحدهما: أن تكون حرف توكيد، تنصب الاسم وترفع الخبر، والأصح أنها عن فزع «إن» المكسورة؛ ومن هنا صح للزمخشري أن يدَّعي أنّ «أنما» بالفتح تفيد الحصر


  قوله: (للواحد من الأنين) أي: فتقول أنن زيد يأنن ويا زايد ائين فأصل الأمر حينئذ ائنن الذي هو مرادنا نقلنا حركة النون الأولى للهمزة التي قبلها وهي فاء الكلمة فاستغنى عن همزة الوصل قبلها وأدغمت النون في النون فهو فعل أمر مبني على سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة العارضة لأجل الإدغام. قوله: (أو للواحدة مؤكداً بالنون من وأي) أي: قالوا حد منه إن الواحدة أي: فإذا أكدته قلت إين فالتقى ساكنان حذف الأول منهما وهو الياء التي هي فاعل فصار إن. قوله: (وقد مر) أي: الكلام عليه في الألف المفردة قوله: (ففعل به ما مضى) أي: وهو حذف همزة إنا اعتباطاً، فاجتمع مثلان فأدغما. قوله: (يسقط بعض الأقسام) وهو جعل إن فعلاً ماضياً من الأين أو أمرا منه والفاعل عليهما ضمير الإناث فتصير الأقسام على رأيه ثمانية. (أن) قوله: (المفتوحة) أي: الهمزة وقوله المشددة أي النون قوله: (حرف توكيد) أي: تفيد توكيد النسبة وتقويتها وقوله والأصح أنها فرع عن إن إنما كانت فرعاً لاحتياجها السبق عامل مخصوص والأصل عدمه وقيل المفتوحة أصل؛ لأنها حالة محل المفرد وهو أصل المركب؛ وقيل: إنهما مستقلان قوله: (ومن هنا الخ) فيه نظر إذ لا يلزم من كونها فرعاً إفادتها للحصر من حيث أن الفرع لا يلزم مساواته للأصل في جميع أحكامه نعم الموجب للحصر في إنما بالكسر موجود في أنما بالفتح وهو اجتماع حرفي توكيد أو تضمنها معنى ما وإلا، كذا قال الدماميني، وأجيب بأن الأصل موافقة الفرع لأصله خصوصاً الفرع القريب جداً حتى كأنه اتحد مع أصله كما هنا، فإن سيبويه لم يذكر المفتوحة وأرى أنها