النوع الخامس عشر: اشتراطهم وجود الرابط في بعض المواضع
  القدماء أنه لا يجوز في الشعر، لأنه يقع غالباً عن ترو وفكر.
  النوع الخامس عشر: اشتراطهم وجودَ الرابط في بعض المواضع، وفقده في بعض، فالأول قد مضى مشروحاً. والثاني الجملة المضاف إليها، نحو: «يَوْمَ قام زيد»، فأما قوله [من المتقارب]:
  ٨٣٢ - وَتَسْخَنُ لَيْلَةَ لاَ يَسْتَطِيعُ ... نُبَاحاً بِهَا الْكَلْبُ إِلا هرِيرًا
  وقوله [من الوافر]:
  فهو بدل الغلط أي بدل عن اللفظ الذي ذكر غلطاً لا أن البدل نفسه غلط كما يتوهم، وإن كان مقصوداً وتبين بعد ذكره فساد قصده فبدل نسيان أي بدل من اللفظ الذي ذكر نسياناً. قوله: (زعم الخ) إن قلت قد استدل المثبتون لوقوع بدل الغلط في كلام العرب بقول ذي الرمة:
  لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنبُ
  فإن الحوة السوداء واللعس سوداء مشرب بحمرة وفي استدلالهم بذلك دليل على وقوع البدل المذكور في الشعر وهو خلاف ما زعمه ذلك المتقدم قلت لا دليل في هذا البيت على ذلك إذ هو محمول على التقديم والتأخير كما قال بعضهم أي في شفتيها حوة وفي لثاتها لعس ورد ذلك الجواب بأنه يلزم عليه تقدم ما في حيز الواو والعاطفة عليها وهو باطل فصح الاستدلال قوله: (أنه) أي المذكور من البدلين لا يجوز الخ. قوله: فالأول قد مضى أي كجملة الخبر والصفة والصلة والحال.
  قوله: (والثاني الجملة المضاف إليها الخ) علل ابن مالك ذلك بأن المضاف إلى الجملة إنما هو مضاف في التقدير إلى مصدر من يعود من المصدر معناها وكما لا المضاف إليه ضمير إلى المضاف إلى لا يعود إليه ضمير من الجملة المذكورة، فإن سمع عدد ذلك نادراً اهـ شمني قوله: (نحو يوم قام الخ) أي: من كل ظرف زمان مبهم كيوم وليلة وحين ووقت أضيف لجملة بعده قوله: (وتسخن) بفتح المثناة الفوقية وضم الخاء المعجمة من السخونة وفاعله ضمير المرأة ونباح الكلب بضم النون صياحه وهريرة صوته قلة دون نباحه من على البرد. قوله: (ليلة لا يستطيع الخ) أي: فقد أضاف الظرف صبره للجملة وفيها رابط وهو ضمير لها قوله: (لا يستطيع) نصف البيت الياء(١) آخره الياء من هريراً وزاد سبباً خفيفاً لترفيل الكامل.
٨٣٢ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١٤٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٦٦؛ والدرر ٣/ ١٥٢؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ٢١٩).
اللغة الهرير: صوت الكلب الخافت.
المعنى: فهي ذات حرارة حتى في أقسى الليالي برودة.
(١) قوله: نصف البيت إلخ، البيت من المتقارب فالعين آخر النصف الأول ولا ترفيل. اهـ.