حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والخامس والسادس: «لدن» و «ريث»،

صفحة 485 - الجزء 2

  ٦٦٥ - خَلِيلَيْ رِفقاً رَيْث أَقْضِي لُبَانَةٌ ... مِنَ الْعَرَصَاتِ المُذكِرَاتِ عُهُودَا

  وزعم ابن مالك في كافيته وشَرْحِها أن الفعل بعدهما على إضمار «أَنْ»، والأول قوله في التسهيل وشرحه وقد يُعْذَر في «رَيْثَ»، لأنها ليست زماناً، بخلاف «لَدُنْ»، وقد يُجاب بأنها لما كانت لمبدأ الغايات مطلقاً لم تخلص للوقت؛ وفي الغرة لابن الدهان أن سيبويه لا يرى جواز إضافتها إلى الجملة ولهذا قال في قوله [من الرجز]:

  ٦٦٦ - مِنْ لَدُ شَوْلاً [فإِلَى إِثْلَائِهَا]

  إن تقديره: من لَدُ أن كانت سولاً، ولم يقدر: من لدن كانت


  معناه البطء فقولك ريث أقضي لبانة معناه أمهل إمهال قضاء لبانة أي حاجة. قوله: (رفقاً) أي: ترفق بي في السير ترققاً وقوله: ريث نصب على المصدرية أي أبطء بطء قضاء حاجة اللبانة بالضم معناها الحاجة. قوله: (من العرضات) جمع عرضة وهي الفسحة التي تكون أمام الدار. قوله (على إضمار أن) أي: وأنهما لا يضافان إلا إلى مفرد وحاصل كلامه في الكافية وشرحها أن لدن وريث لا يضافان إلا لمفرد فإن وقع بعدهما جملة فإنه يقدر قبل الجملة أن لأجل أن تكون تلك الجملة في قوة المفرد وهذا خلاف كلامه في التسهيل وشرحه من أنهما يضافان للجمل فقوله والأول أي والقول الأول وهو ما صدر به المصنف. قوله: (وقد يعذر) أي: ابن مالك أي قد يسلم له ذلك في ريث لأنها لما كانت ليست زماناً قدر فيها أن بخلاف لدن فلا يقدر فيها أي: إن ريث ليست زماناً وما كان غير زمان لا يضاف للجمل فحينئذ يقدر أن بخلاف لدن فإنها لما كانت زماناً والزمان يضاف للجملة لم يقدر أن قوله: (وقد يجاب) أي عن لدن أيضاً بحيث يقدر فيها أيضاً أن. قوله: (بأنها) أي: لدن. قوله: (لم تخلص) أي: فلذا قدر أن قوله: (وفي الغرة الخ) هذا موافق لما في الكافية فهو معضد للجواب قوله: (من لدشولا) بفتح فسكون جمع شائلة على غير قياس وهي الناقة التي خف لبنها وارتفع ضرعها وقيل التي رفعت ذنبها للقاح وتمامه فإلى إتلاتها مصدر أتلت الناقة إذ تلاها ولدها وروى الجرمي شولاً بلا تنوين على أن أصلها المد وقصر للضرورة. قوله: (ولم يقدر من لدن كانت) أي: ولو قدر كانت


٦٦٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٣/ ١٣١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٣).

اللغة: ريث تمهل لبانة حاجة العرصة باحة الدار العهد هنا المراد بها المنزل المعتاد.

المعنى: صديقي، تمهلا لأقضي رغبتي بتأمل ديار المحبوبة التي ألفتها.

٦٦٦ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ٣٦١، ٨/ ٢٤٨؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٠؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٤، ٩/ ٣١٨؛ والدرر ٢/ ٨٧؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٤٦؛ وشرح الأشموني ١/ ١١٩؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٦؛ وشرح ابن عقيل ص ١٤٩؛ وشرح المفصل ٤/ ١٠١، ٨/ ٣٥؛ والكتاب ١/ ٢٦٤؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٨٤ (لدن)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٢).