كيفية تقديره باعتبار المعنى
  فنادر.
  واختلف في الخبر والصفة والحال؛ فمن قَدَّر الفعل - وهم الأكثرون - فلانه الأصْلُ في العمل، ومن قدر الوصف فلأنَّ الأصل في الخبر والحال والنعت الإفراد، ولأن الفعل في ذلك لا بدَّ من تقديره بالوصف؛ قالوا: ولأن تقليل المقدر أولى، وليس بشيء؛ لأن الحقَّ أنا لم نحذف الضمير، بل نَقَلْناه إلى الظرف؛ فالمحذوف فعل أو وصف وكلاهما مفرد.
  وأما في الاشتغال فيقدر بحسب المفسّر؛ فيقدر الفعل في نحو: «أيَوْمَ الجمعةِ نعتكف فيه»، والوصف في نحو: «أَيَوْمَ الجمعة أَنْتَ مُعْتَكِف فيه».
  والحق عندي أنه لا يترجح تقديره اسماً ولا فعلاً، بل بحسب المعنى كما سأبينه.
كيفية تقديره باعتبار المعنى؟
  أما في القسم فتقديره: أقسم، وأمّا في الاشتغال فتقديره كالمنطوق به، نحو: «يوم الجمعة صمت فيه».
  قوله: (فمنوط) خبر عن كل أمر وهو نكرة ووصفت بمفرد وهو قوله مباعد أو مدان أي متدان، والمنوط المعلق والمراد بالحكمة العدل وهو من جملة معانيها لغة أو يريد أن كل أمر مباعد من شيء أو مقرب منه معلق بعدل الباري سبحانه لا يعطي إلا بإرادته. قوله: (واختلف في الخبر) أي: واختلف في الأولى في الخبر الخ، وقوله فمن قدر الفعل أي فمن قال الأولى أن يقدر فعلاً الخ، وكذا فقال فيما يأتي وإنما قلنا ذلك لأنه يجوز تقدير المتعلق فعلاً ووصفاً في هذه المواضع باتفاق والخلاف إنما هو في الأولى منهما كما صرح بذلك بعضهم قوله: (فلأنه) أي: فقد نظروا إلى أنه الخ.
  قوله: (ولأن تقليل المقدر أولى) تعليلهم بذلك ظناً أن الفعل قد حذف فاعله مع وهو جملة والوصف مع مرفوعه في قوة المفرد قوله: (فيقدر) أي: المتعلق بحسب المفسر أي لأجل المشاكلة لكن أنت خبير بأن المشاكلة لا تقتضي الوجوب. قوله: (في نحو أيوم الجمعة تعتكف فيه) أي: تعتكف يوم الجمعة وقوله أنت معتكف فيه أي أمتعكف يوم الجمعة. قوله: (بل بحسب المعنى) أي: فكل ما اقتضاه المعنى من اسم أو فعل يقدر. قوله: (كيفية تقديره) أي: تقدير المتعلق وهذا هو الذي وعد به حيث قال يقدر له عامل بحسب المعنى كما سنبينه قوله: (كالمنطوق) أي: ما لم يمنع من تقدير مثل
= اللغة: المدان المتقارب. الحكمة العدل المتعالي: الله تعالى. منوط: معلق.
المعنى: كل ما في الكون متعلق بمشيئته تعالى، فلا يعطي ولا يمنع إلا لحكمة منه وعدل.