حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

إحداها: أن يكونا معرفتين

صفحة 5 - الجزء 3

  [أما يعرف به المبتدأ من الخبر]

  فمن ذلك ما يعرف به المبتدأ من الخبر.

يجب الحكم بابتدائية المقدَّم من الاسمين في ثلاث مسائل:

  إحداها: أن يكونا معرفتين، تساوَتْ رتبتهما، نحو: «الله ربنا»، أو اختلفت، نحو: «زَيْدُ الفاضِلُ»، و «الفاضِلُ زيد» هذا هو المشهور، وقيل: يجوز تقدير كل منهما مبتدأ وخبراً مطلقاً، وقيل: المشتق خبر وإن تقدم، نحو: «القائم زيد».

  والتحقيق أن المبتدأ ما كان أعرف كـ «زيد» في المثال، أو كان هو المعلوم عند


الباب الرابع من الكتاب

  قوله: (يكثر دورها) أي: دور متعلقها فالأحكام مثل المعلومية التعريف والتنكير إلى آخر ما يأتي والمتعلق هو المبتدأ والخبر والفاعل الخ فالذي يقبح الجهل به أحكام هذه المتعلقات كحكم المبتدأ فالمبتدأ يعرف بالمعلومية فيقبح الجهل بهذا الحكم أي يكون المعلوم مبتدأ وقوله فمن ذلك أي فمن الأحكام التي يكثر دور متعلقها. قوله: (على وجهها) أي: بأن لا يعرفها أصلاً أو يعرفها على خلاف الواقع فهو صادق بالجهل المركب والبسيط فعطفه على ما قبله من عطف العام على الخاص. قوله: (تساوت رتبتها) أي: في التعريف. قوله: (الله ربنا) إنما كانا متساويين بناءً على أن الله في رتبة غيره من الأعلام ورب مضاف للضمير والمضاف له في رتبة العلم، وأما على أن لفظ الجلالة أعرف لعارف فلم يحصل تساو. قوله: (زيد الفاضل) أي: فزيد مبتدأ أعرف من الخبر وقوله والفاضل زيد بالعكس أي والحامل على جعل الفاضل هنا مبتدأ تقدمه لا كونه أعرف.

  قوله: (مطلقاً) أي: سواء تساوت رتبتهما في التعريف أو لا كان أحدهما مشتقاً أو لا. قوله: (المشتق خبر) هو للرازي محتجاً بأن المبتدأ هو المسند إليه والخبر هو المسند فالمشتق هو المنسوب لأنه صفة ورده صاحب التخليص بأن الصفة تؤول بالذات مجردة والجامد بالصفة أي صاحب هذه الصفة يسمى هذا الاسم. قوله: (ما كان أعرف) أي: والفرض انهما معلومان، وقوله أو كان هو المعلوم أي والخبر هو المجهول فعلى هذا لو كان المجهول أعرف يجعل خبراً وكان على المصنف أن يقول والتحقيق انهما إما أن يكونا معلومين أو مجهولين واختلفا وفي كل أما إن تساويا في التعريف أولاً فالصور ست فإن تساويا علماً أو جهلاً فإن كان أحدهما أعرف فهو المبتدأ تقدم أو تأخر وإن لم يكن أحدهما أعرف فالمقدم هو المبتدأ وإن اختلفا في العلم والجهل فما كان معلوماً هو المبتدأ