الثامن: أنه لا يقبح حذف موصوف اسم الفاعل وإضافته إلى مضاف إلى ضميره
  ويحتمل أن يكون منه {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ}[الأنعام: ٩٦]، ولا يجوز «هو حَسَنُ الْوَجْهِ وَالبَدَنَ» بجز «الوجه» ونصب «البدن»، خلافاً للفراء، أجاز، «هو قوي الرِّجْلِ وَاليَد» برفع المعطوف، وأجاز البغداديون إتباع المنصوب بمجرور في البابين، كقوله [من الطويل]:
  ٧٠١ - فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مَا بَيْنَ مُنضِحٍ ... صَفِيفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيرِ مُعَجَّلِ
  التقديرُ: المطبوخ في القدر، وهو عندهم عطف على «صفيف»، وخُرِّج على أن الأصل «أو طابخ قدير»، ثم حذف المضاف، وأبقي جر المضاف إليه كقراءة بعضهم: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[الأنفال: ٦٧] بالخفض، أو أنه عطف على «صفيف» ولكن
  قوله: (ولا يجوز الخ) أي: لأنها ضعيفة فلا تعمل جراً ولا نصباً لأنها حملت عليه في العمل قوله: (برفع المعطوف) أي: أو نصبه. قوله (في البابين) أي: اسم الفاعل والصفة المشبهة وقوله كقوله مثال للصفة، وأما اسم الفاعل فمثاله هذا ضارب عمر زيد. قوله: (فظل) أي: صار وقوله طهاة اللحم جمع طاه وهو الطباخ لأنه يطهو اللحم أي يصلحه بالطبخ والشيء. قوله: (منضج) صفة مشبهة. قوله: (صفيف) أي: مصفوف أي ما بين منضج شواء مصفوفاً فهو من إضافة الصفة للموصوف، وقوله قدير هو المطبوخ في القدر. قوله: (ضعيف شواء) هو اللحم الذي يصف على الحجر أو الرقعة حتى يشوى. قوله: (أو قدير معجل) أي: ومنضج قدير معجل قوله: (أو طابخ قدير) أي: بجر قدير أي ما بين منضج وما بين طابخ فالطهاة قسمان قوله: (ثم حذف المضاف الخ) قد يقال أنا لا نخرجه على الشاذ بل إنه لما حذف المضاف جر المضاف إليه بجر المضاف، وإن المضاف إليه لم يبق على حاله وهذا شائع وأجاب الشمني بأن محل كون المضاف إليه يعرب إعراب المضاف إذا حذف إذا كان مخالفاً في إعرابه لا إن وافقه كما هنا تأمل. قوله: (كقراءة بعضهم) أي: فهو من القليل لأن الشرط في إبقاء المضاف إليه على حاله أن يكون ما حذف مماثلاً لما عطف عليه لكن هذا الشرط إنما هو في الكثير إذ قد يوجد كذلك بدون شرط.
٧٠١ - التخريج البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ٢٢؛ وجمهرة اللغة ص ٩٢٩؛ وجواهر الأدب ص ٢١١؛ وخزانة الأدب ١١/ ٤٧، ٢٤٠؛ والدرر ٦/ ١٦١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٥٧؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٨؛ ولسان العرب ٩/ ١٩٥ (صفف)، ٢١٥/ ١٦ (طها)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٤٦؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٢٣٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤١).
اللغة: الصفيف: المصفوف لشيه. القدير: ما طبخ بقدر.
المعنى: كان الخصب كثيراً، والصيد وافراً، فكثر الطهي وانقسم الطباخون بين شاو، وطاء في القدر.