الخامس: أن يجر بـ «رب» مفسرا بتمييز
  يُجْزَم على النهي، وينصب على معنى «لئلا»، ويرفع على «أنك».
  الخامس: أن يجر بـ «رُبّ» مُفَسَّراً بتمييز، وحكمه حكم ضمير «نعم» و «بِئْسَ» في وجوب كون مفسّره تمييزاً وكونه هو مفرداً، وقال [من الخفيف]:
  ٧٣٨ - رُبَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إِلَى مَا ... يُورِثُ الْحَمْدَ دَائِماً فَأَجَابُوا
  ولكنه يلزم أيضاً التذكير، فيقال: «رُبَّهُ امرأة» لا «رُبَّهَا»، ويقال: «نعمت امرأةً هند»، وأجاز الكوفيون مطابقته للتمييز في التَّأنيثِ والتَّثنية والجمع، وليس بمسموع.
  وعندي أن الزمخشري يفسّر الضمير بالتمييز في غير بابي «نعم» و «رُبَّ»، وذلك
  الثالث والاعتراض على ابن مالك قوله: (ومن ثم) أي: ومن أجل أنه لا ينبغي الحمل عليه إذا أمكن غير ضعف الخ. قوله: (وضمير الشأن لا يعطف عليه) قال الدماميني: يمكن النصب على أنه مفعول معه قوله: (وقول كثير) عطف على قول الزمخشري أي: قول الزمخشري وقول النحاة.
  قوله: (والأولى أن يعاد الخ) أي: ولا يجعل ضمير شأن قوله: (ويؤيده) أي: يؤيد عدم جعل اسم إن ضمير الشأن قول سيبويه الخ. قوله: (تقديره انك) أي: وقول سيبويه في كتبت الخ. قوله: (أن لا يفعل) بالياء التحتية فهو من نهي الغائب وهو قليل. قوله: (إنه يجزم) أي: يفعل على النهي أي: والجازم لا الناهية وان مفسرة. قوله: (وينصب على المعنى لئلا الخ) أي: فإن من النواصب لكن الكلام على إضمار اللام قبلها فالفاعل منصوب بأن قوله: (ويرفع) أي: الفعل على خبر؛ لأن المخففة. قوله: (على انك الخ) هذا هو محل الشاهد فلم يقدر إلا ضمير الشأن. قوله: (أن يجر) أي: الضمير. قوله: (ويقال نعمت الخ) أي: فضمير نعم لا بد أن يكون مفرداً إلا أنه يوافق مميزه في التذكير والتأنيث بخلاف ضمير رب فلا يكون إلا مذكراً قوله: (وأجاز) الكوفيون مطابقته للتمييز الخ. أي: فيجوز عندهم أن يقال ربه رجلاً وربها امرأة وربهما رجلين أو امرأتين وربهم رجالاً وربهن نساء. قوله: (وعندي أن الزمخشري الخ) أي: وأما غيري فلا يجعله مفسراً للضمير في غير بابي نعم ورب بالتمييز بل يؤول ما جاء من كلامه موهماً لذلك، والحاصل أن الضمير لا يفسر بالتمييز إلا في بابي نعم ورب عند الجمهور وقد وقع في كلام الزمخشري ما ظاهره أن الضمير يفسر بالتمييز في غير البابين المذكورين فاختار المصنف إبقاء كلامه على ظاهره وغيره المصنف أول كلامه قوله: (في غير بابي الخ)
٧٣٨ - التخريج البيت بلا نسبة في (أوضح المسالك ٣/ ١٩؛ والدرر ٤/ ١٢٨؛ وشرح الأشموني ١/ ١٨٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٧٤؛ والمقاصد النحوية ٣/ ص ٢٥٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٧).
اللغة والمعنى الفتية: ج الفتى، وهو الشاب، أو الكريم.
يقول: رب فتية كرماء دعوتهم إلى ما يورثهم دائماً الشكر والثناء، فلبوا دعوتي.