حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

شرح حال الضمير المسمى فضلا وعمادا

صفحة 106 - الجزء 3

  ضميره، لأنه نفسه في المعنى؛ وقيل: هو على تقدير مضاف إلى الياء، أي: يرى مصابي، والمُصَابُ حينئذ مصدر، كقولهم: «جَبَرَ اللَّهُ مُصَابَك» أي: مصيبتك، أي: يرى مصابي هو المصاب العظيم؛ ومثله في حذف الصفة: {الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}⁣[البقرة: ٧١] أي: الواضح، وإلا لكفروا بمفهوم الظرف {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥}⁣[الكهف: ١٠٥] أي: نافعاً لأن أعمالهم، تُوزن بدليل: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}⁣[الأعراف: ٩] و [المؤمنون: ١٠٣] الآية؛ وأجازوا «سير يزيد سَيْرٌ» بتقدير الصفة، أي واحد، وإلاّ لم يُفِد؛ وزعم ابن الحاجب أن الإنشاد «لَوْ أصِيبَ» بإسناد الفعل إلى ضمير «الصديق»، وإنَّ «هو» توكيد له، أو لضمير «يرى»، قال: إذ لا يقولُ عاقل: يراني مُصاباً إذا أصابتني مصيبة، اهـ. وعلى ما قدمناه من تقدير الصفة لا يتجه الاعتراض؛ ويروى «يراه» أي يرى نفسه، وتراه بالخطاب، ولا إشكال حينئذ ولا تقدير،


  فجعل أي جرير وقوله لأنه نفسه في المعنى أي بحسب المعنى المقصود له لا أنه في الواقع. قوله: (أي يرى مصابي) أي: يرى الصديق مصابي ففاعل يرى يعود على الصديق ومصابي هو المفعول وهو اسم ظاهر فهو من قبيل الغيبة فصح كون الضمير ضمير فصل لمطابقته لما قبله في الغيبة؛ فإن قلت أن الحمل لا فائدة فيه إذ المعنى يرى الصديق مصيبتي هي المصيبة ولا فائدة لذلك فأجاب المصنف بأن الكلام على حذف الصفة أي يرى مصيبتي هي المصيبة العظيمة. قوله: (مصدر) أي: أي وليس اسم مفعول لأنه ميمي ينحل المعنى يرى الشخص المصاب إلى هو الشخص المصاب ولا معنى له. قوله: (وإلا) أي: وإلا يكون المعنى هكذا.

  قوله: (بمفهوم الظرف) أي: بسبب مفهوم الظرف أي الآن لأن مفهومه انك قبل الآن لم تأت بالحق ولا شك أن هذا كفر بموسى وحاصل الجواب والكلام على حذف الصفة أي الحق الواضح. قوله: (وإلا لم يفد) إذ لا فائدة لقولك سير بزيد سير. قوله: (إذ لا يقول عاقل الخ) علة لمحذوف أي ولا يصح إسناده لضمير المتكلم إذ لا يقول الخ وحاصله أنه لو كان ذلك الفعل مسنداً لضمير المتكلم والمصاب اسم مفعول كان المعنى إذا أصيب أي أصابتني مصيبة يراني الصديق مصاباً وهذا لا يقوله عاقل لعدم الفائدة فيه فضلاً عن هذا الشاعر البليغ وإذا قدر مضاف قبل الياء لزم اتحاد المبتدأ والخبر ولا فائدة فيه فتعين أن الفعل مسند لضمير الصديق أي أنه إذا أصيب بمصيبة يرى إنني المصاب بها لأنني نفسه في المعنى قوله: (إذ لا يقول عاقل الخ) رد بأن الذي في البيت المصاب خبر معرف بال فيفيد الحصر أي يراني الصديق عند إصابتي محصوراً في الإصابة فالمصيبة المتعلق بغيري كالعدم وهذا معنى صحيح قوله: (لا يتجه الاعتراض) أي: اعتراض ابن. الحاجب من ان هذا التركيب لا فائدة فيه لأنه معلوم، وحاصل جوابه انا نقدر الصفة فالمعنى يرى مصابي مصاباً عظيماً.