حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والثامن: شرط يشتمل على ضمير مدلول على جوابه بالخبر

صفحة 120 - الجزء 3

  [البقرة: ٢٣٤] إما النون على أن الأصل: وأزواج الذين، وإما كلمة «هم» مخفوضة محذوفة هي وما أضيف إليه على التَّدريج، وتقديرهما إما قبل «يتربّضْنَ»، أي: أزواجُهُمْ يتربصن، وهو قول الأخفش؛ وإما بعده أي يتربصن بعدهم، وهو قول الفراء؛ وقال الكسائي - وتبعه ابن مالك - الأصلُ: يتربَّصُ أزواجهم، ثم جيء بالضمير مكان «الأزواج» لتقدم ذكرهن فامتنع ذكر الضمير؛ لأن النون لا تضاف لكونها ضميراً، وحصل الربط بالضمير القائم مقام الظاهر المضاف للضمير.


  وحينئذ فيتربصن خبر لذلك المحذوف والجملة خبر للذين والرابط هو الضمير وقيل إن يتربصن خبر الذين ولكن العائد محذوف أي يتربصن بعدهم فالضمير عائد على الذين وقيل إن يتربصن خبر عن الذين والربط حصل بالضمير أعني النون القائمة مقام الظاهر المضاف للضمير. قوله: (الأصل يتربصن أزواجهم) أي: فجملة يتربصن أزواجهم خبر عن الذين. قوله: (ثم جيء بالضمير) وهو النون وقوله فامتنع ذكر الضمير أي الذي كان في أزواجهم ثم حذف وبقي ذلك الضمير قوله: مكان الأزواج أي وحذف الأزواج وبقي الضمير المضاف إليه الأزواج قوله: (لكونها ضميراً) أي: فحذف الضمير وقوله وحصل الربط بالضمير أعني النون.