حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

باب التوابع

صفحة 265 - الجزء 3

باب التوابع

  مسألة - نحو: {آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ١٢١ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}⁣[الأعراف: ١٢١، ١٢٢؛ والشعراء: ٤٧ - ٤٨] يحتمل بدل الكل من الكلّ، وعطف البيان؛ ومثله {نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}⁣[البقرة: ١٣٣]، {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ}⁣[النمل: ٥١] فيمن فتح الهمزة؛ ويحتمل هذا تقدير مبتدأ أيضاً، أي: هي أنا دمرناهم.

  ***

  مسألة - نحو: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}⁣[الأعلى: ١] يجوز فيه كون {الْأَعْلَى} صفة لـ «الاسم» أو صفة لـ «الربّ»؛ وأما نحو: «جَاءَنِي غُلامُ زيد الظريف» فالصفة للمضاف، ولا تكون للمضاف إليه بدليل، لأن المضاف إليه إنَّما جيء به لغرض التخصيص، ولم يؤتَ به لذاته، وعَكْسُه [من المتقارب]:


  قوله: (وعطف البيان) هذا مبني على أن رب من صيغ المصادر لا مشتق؛ لأن عطف البيان في الجوامد كالنعت في المشتقات قوله: (إبراهيم الخ) يجوز أن يكونوا بدلاً من الآباء أو بياناً قوله (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم) يحتمل أن تكون كان زائدة فكيف خبر مقدم، وأن تكون تامة فكيف حال وعاقبة فاعل وأن تكون ناقصة فكيف خبر مقدم. قوله: (هذا) أي الآية الأخيرة، وقوله: أي هي الضمير للعاقبة.

  قوله: (سبح اسم ربك) أي: نزه اسمه عن الإلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وإطلاقه على غيره هذا هو المراد بتسبيح الاسم وتنزيهه فاندفع ما يقال إن المقصود بالتسبيح هو الرب سبحانه وتعالى لا اللفظ الدال عليه فكيف علق التسبيح بالاسم، وأجاب بعضهم عنه بأن الاسم صلة ورد بأن زيادة الأسماء لم تثبت وأجاب عنه أيضاً الغزالي بأنه إنما تعلق التسبيح بالاسم، وإن كان غير المسمى؛ لأن التعظيم إذا وجب للمعظم عظم ما هو من سببه لأجله فكما يجب تنزيه ذاته وصفاته تعالى عن النقائص يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن الرفث وسوء الأدب. قوله: (فالصفة للمضاف) أي: الغلام وإنما جاز في الآية جعل الأعلى صفة للاسم المضاف أو للرب المضاف إليه؛ لأن المضاف إليه في الآية مقصود بحكم المضاف وهو التسبيح وليس المضاف إليه في المثال كذلك. قوله: (إنما جيء به لغرض التخصيص) أي: ولم يؤت به لذاته، فإن قيل ما الفرق بين الآية وهذا المثال حيث جاز في الآية أن يكون الأعلى صفة للاسم المضاف أو للرب المضاف إليه وتعين في المثال أن يكون الظريف صفة للغلام المضاف أجيب بأن المضاف إليه في الآية