التاسع: قول أبي البقاء
  الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}[الزخرف: ٩].
  التاسع: قول أبي البقاء في {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى}[التوبة: ١٠٩] إِن الظرف حال، أي: على قَصْدِ تقوى، أو مفعول «أسس»، وهذا الوجه هو المعتمد عليه عندي، لتعينه في {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى}[التوبة: ١٠٨].
  تنبيه - وقد يحتمل الموضع أكثر من وجه، ويوجد ما يرجح كلاً منها؛ فينظر في أولاها، كقوله تعالى: {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا}[طه: ٥٨ - ٥٩] فَإِنَّ «الموعد» محتمل للمصدر، ويشهد له {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ}[طه: ٥٨]، وللزمان يشهد له {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}[طه: ٥٩] وللمكان ويشهد له {مَكَانًا سُوًى}[طه: ٥٨]، وإذا أغرب {مَكَانًا} بدلاً منه لا ظرفاً لتخلفه تعيَّن ذلك.
  الجهة الثامنة: أن يحمل المعرب على شيء، وفي ذلك الموضع ما يَدْفَعُه. وهذا أصعب من الذي قبله، وله أمثلة:
  أحدها: قول بعضهم في {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه: ٦٣]: إنها «إِنَّ» واسمها،
  بقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ}[الأنعام: ٦٣] إلى أن قال: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ}[الأنعام: ٦٤] قاله الدماميني قال الشمني وأقول لا يعارضه؛ لأن الكلام إنما هو في خصوص الجواب الذي سنده خلق لا في كل جواب. قوله: (إن الظرف حال) أي: من ضمير أسس أي: قاصداً ببنيانه التقوى. قوله: (وهذا الوجه) أي: الذي أخره وقوله لتعينه الخ فيه أنه لا وجه لتعين كونه ظرفاً لغواً متعلقاً بأسس مع احتمال كونه ظرفاً مستقراً حال من الضمير المستكن في أسس.
  قوله: (لتعينه) أي: المفعول وإذا تعين ذلك في هذا الموضع حمل في الآخر عليه للموافقة. قوله: (لمسجد أسس على التقوى) قيل هو مسجد قباء وقيل مسجد رسول الله ﷺ. قوله: (فاجعل بيننا وبينك وعداً) يحتمل أن المراد وعداً ويحتمل أن المراد زمان وعد ويحتمل أن المراد مكان وعد وقد وجد ما! كلاً من الاحتمالات يرجح الثلاثة. قوله: (محتمل للمصدر) أي: وهو الوعد وقوله: ويشهد له لا نخلفه أي: لأن الذي يتصف بالإخلاف وعدمه الوعد لا زمانه ولا مكانه قوله (وللزمان) أي: زمان الوعد. قوله: (قال موعدكم) أي: زمان وعدكم قوله: (تعين ذلك) أي: كون المراد بالموعد مكان الوعد وارتفع الاحتمال قوله: (الجهة الثامنة) أي: من الجهات التي يدخل على المعرب الخطأ بسبب عدم مراعاتها. قوله: (أن يحمل المعرب) أي الكلام على شيء. قوله: (ما يدفعه) أي: ما يدفع حمله قوله: (وهذا أصعب من الذي قبله) أي: لأن الدافع إذا كان في المحل أصعب مما إذا كان الدافع في محل آخر.
  قوله: (إنها إن واسمها) أي: فهو يقول إن أصل إنها ذان لساحران فإن حرف توكيد