حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيهان - أحدهما

صفحة 352 - الجزء 3

  ٨٤٠ - إِنَّ مَنْ لامَ فِي بَنِي بِنْتِ حَسَّان ... أَلُمْهُ وَأَعْصِهِ فِي الْخُطُوبِ

  إن التقدير: إنه أي الشأن، لأن اسم الشَّرط لا يعمل فيه ما قبله، ومثله قولُ المتنبي [من الطويل]:

  وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلْبَهُ ... وَلكِنَّ مَنْ يُبْصِرْ جُفُونَكِ يَعْشَقِ

  وفي {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ}⁣[الأحزاب: ٤٠] إن التقدير: ولكن كان رسول الله، لأن ما بعد لكن ليس معطوفاً بها لدخول الواو عليها، ولا بالواو لأنَّه مثبت وما قبلها منفي؛ ولا يُعطف بالواو مفرد على مفرد إلا وهو شريكه في النَّفي والإثبات، فإذا قدر ما بَعْدَ الواو جملةً صح تخالفهما كما تقول «مَا قَامَ زيدٌ وقامَ عمرُو»، وزعم سيبويه في قوله [من الطويل]:

  ٨٤١ - وَلَسْتُ بِحَلال التلاعِ مَخَافَةٌ ... وَلكِنْ مَتى يَسْتَرْفِدِ الْقَوْمُ أَرْفِدِ


  يقع بعدها إلا الجمل لكان أحسن لأن كثيراً من النحاة لا يرى أن أم المنقطعة عاطفة كبل الداخلة على الجمل. قوله: (لأن اسم الشرط لا يعمل فيه ما قبله) نعم ما قبله يعمل في جملته بتمامها كما هنا لأنها خبر إن. قوله: (وما كنت ممن يدخل) وبعده:

  وبين الرضا والسخط والقرب والنوى ... مجال لدمع المقلة المترقرقِ

  وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه ... وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي

  وقوله يعشق مجزوم لأنه جواب الشرط وجزمه سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسرة العارضة لأجل الروي. قوله (ولكن) أي: ولكنه من الخ. قوله: (صح تخالفهما) أي: في النفي والإيجاب وإن كانا متفقين في الصدق والتحقق كما هنا في ولكن كان رسول الله.


٨٤٠ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ٣٨٥؛ والإنصاف ص ١٨٠؛ وخزانة الأدب ٥/ ٤٢٠ - ٤٢٢، ١٠/ ٤٥٠؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٦؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١١٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٩٢٤؛ والكتاب ٣/ ٧٢؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٤٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٧٥، ١٣٩، ١٠/ ٤٣٠، ٤٤٨، ١١/ ٢٣٠؛ وشرح المفصل ٣/ ١١٥).

اللغة: حسان أحد تبايعة اليمن العصيان عدم الطاعة. الخطب: الأمر العظيم أو المصيبة.

المعنى: إن من يعب علي مدحك وأنت من نسب بنت حسان أحد أهم تبايعة اليمن، فلن أسمع له كلاماً.

٨٤١ - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في (ديوانه ص ٢٩؛ وخزانة الأدب ٩/ ٦٦، ٦٧، ٤٧١؛ والكتاب ٣/ ٧٨).

اللغة والمعنى: التلاع ج التلعة، وهي المرتفع من الأرض أو المنخفض، وهي من الأضداد. وهنا بمعنى المنخفض أو الوادي. استرفد: طلب الرافد أي العطاء، أو المساعدة.