حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الخامسة: نحو: «إقامة» و «استقامة»،

صفحة 387 - الجزء 3

  الكلمة، خلافاً للأخفش.

  الخامسة: نحو: «إقَامَة» وَ «اسْتِقَامَةِ»، المحذوف منهما ألف الإفعال والاستفعال والباقي عين الكلمة، خلافاً للأخفش أيضاً.

السادسة: نحو [من الرجز]:

  يا زيدَ زَيْدَ الْيَعْمَلاتِ الذُّبَلِ ... [تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْكَ فَانْزِل]

  بفتحهما، و [من المنسرح]:

  ٨٥٥ - [يَا مَنْ رَأَى عَارِضاً أُسَرُّ بِهِ] ... بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ


  المصنف لأنها زائدة وقريبة من الظرف وبدليل بقاء الياء في مبيع ولا وجه لتكلف قلبها عن واو ومذهب الأخفش أن المحذوف عين الكلمة لأن واو مفعول جيء بها لغرض ولأن الساكنين إذا التقيا في كلمة حذف الأول منهما قوله: (خلافاً للأخفش) أي: القائل أن المحذوف عين الكلمة قوله: (والباقي) أي: وهو الألف المنقلبة عن الواو لأن الأصل إقوام واستقوام نقلت حركة الواو للساكن قبلها فتحركت الواو بحسب الأصل وانفتح ما قبلها بحسب الآن فقلبت ألفاً فالتقى ساكنان فحذف أحدهما. قوله: (يا زيد زيد اليعملات) هذا بعض لبيت من مشطور الرجز تمامه الذبل وبعده:

  تطاول الليل عليك فانزل

  والذبل بضم المعجمة وتشديد الموحدة جمع ذابلة وهي الضامرة قوله: (اليعملات) جمع يعملة وهي الناقة النجيبة المذللة المطبوعة على العمل بفتح الياء والميم في المفرد والظاهر أن الجمع كذلك أيضاً إذ لا ضرورة للتغيير، ولكن الشائع ضم الميم في الجمع تأمل. قوله: (بفتحهما) أي: بفتح زيد فيهما قوله: (وبين ذراعي وجبهة الأسد) أي: فكل فيه الحذف من الثاني لدلالة الأول، والأصل يا زيد اليعملات يا زيد اليعملات وبين ذراعي الأسد وجبهة الأسد ثم حذف من الثاني ووسط زيد وجيهة بين المضاف والمضاف إليه وعلى هذا الإعراب فيقال إن زيداً الأول مضاف واليعملات مضاف إليه، وزيد الثاني فصل بينهما ومضاف لمحذوف قوله: (وبين ذراعي وجبهة الأسد) الواو الأولى من المصنف للعطف وما بعدها عجز بيت للفرزدق صدره:

  يا من رأى عارضاً أسر به

  والمنادى محذوف أي يا قوم ومن استفهامية ويحتمل أن تكون موصولاً وهي المنادي فلا حذف والعارض السحاب الذي يعترض من الأفق وأسر فعل مضارع مبني للمفعول، أي أجعل مسروراً فرحاً به وذراعا الأسد كوكبان معلومان من منازل القمر وجبهة الأسد أربعة أنجم من منازل القمر أيضاً.


٨٥٥ - التخريج: تقدم بالرقم ٦١٣.