حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الحال

صفحة 417 - الجزء 3

  [قَدْ أصْبَحَتْ أم الخيَارِ تَدَّعِي ... عَلَيَّ ذَنْباً كُلَّهُ لَمْ أَصْنَع

  وقوله [من المتقارب]:

  [فَأقْبَلْتُ زَحْفاً عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ] ... فَثَوبٌ لَبِسْتُ وَثَوْبٌ أجْرٌ

  وجاء في غير ذلك، نحو: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ}⁣[النساء: ٩٢، والمجادلة: ٤]، {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}⁣[المجادلة: ٤]، أي: فمن لم يجد الرقبة، فمن لم يستطع الصوم.

  ومن غريبه حَذْفُ المقول وبقاء القول، نحو: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ}⁣[يونس: ٧٧] أي: هو سحر، بدليل {أَسِحْرٌ هَذَا}⁣[يونس: ٧٧]، ويكثر حذفه في الفواصل، نحو: {وَمَا قَلَى ٣}⁣[الضحى: ٣]، وَلاَ {تَخْشَى ٧٧}⁣[طه: ٧٧]، ويجوز حذف مفعولي أعطى نحو: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى}⁣[الليل: ٥] وثانيهما فقط، نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ}⁣[الضحى: ٥]، وأولهما فقط، خلافاً للسهيلي، نحو: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ}⁣[التوبة: ٢٩].

حذف الحال

  أكثر ما يرد ذلك إذا كان قولاً أغْنى عنه المَقُولُ، نحو: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ


  قوله: (علي ذنبا) هذا عجز بيت لأبي النجم صدره:

  قد أصبحت أم الخيار تدعي

  أي كله أصنعه قوله: (لبست) أي لبسته ويروى نسيت وصدره:

  فأقبلت زحفاً على الركبتين

  وهو لامرئ القيس. قوله: (وجاء) أي: حذف المفعول. قوله: (في غير ذلك) أي: ما ذكر من الأمور الخمسة قوله: (ومن غريبه) أي: من حذف المقول. قوله: (نحو قال موسى الخ) ما ذكره المصنف أحد أوجه ذكرها في «الكشاف» وعبارته فإن قلت هم قطعوا بقولهم إن هذا السحر مبين على أنه سحر فكيف قيل لهم أتقولون أسحر هذا قلت فيه أوجه أن يكون معنى قوله أتقولون وهو ما دل عليه قولهم إن هذا السحر مبين قبل أتقولون هو سحر ثم قيل أسحر هذا قوله: (أي هو سحر الخ) يمكن أن الاستفهام من مقولهم تحقيراً من تجاهل العارف وإن جزموا بالسحر أو أنه توبيخ محطه ولا يفلح الساحرون فكأنهم قالوا أتأتونا بما لا فلاح فيه على انها حال من مقولهم. قوله: (وما قلى الخ) أي: قلاك ولا تخشاه قوله: (فأما من أعطى) فيه أن هذا لم يقصد تعلقه بمفعول فهو منزل منزلة اللازم فالأولى أن يمثل بنحو أعطيت جواباً بالهل أعطيت زيداً. قوله: (ولسوف يعطيك) أي: خيراً وقوله حتى يعطوا أيعطوكم.