حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف «لا» النافية وغيرها

صفحة 424 - الجزء 3

  ويسهله تقدّم «لا» على القسم، كقوله [من الوافر]:

  ٨٧٥ - فَلا وَاللَّهِ نَادَى الْحَيُّ قَوْمِي ... [اهدوا بالمساءة والعلاط] وسمع بدون القسم، كقوله [من الطويل]:


  القسم مضارعاً، وأما إذا كان جواب القسم ماضياً فيقل الحذف.

  قوله: (نسيتك) أي: لا نسيتك والسرمد الدائم أي أمد الزمان الدائم وهذان البيتان من بحر المتقارب والأول منهما مدرج آخر صدره ألف المقام وأول العجز ميمه هذا هو الأولى ويحتمل أن لا يكون مدرجاً بأن يكون آخر الصدر ميم المقام وأول العجز واو والركن فيكون فيه الثلم والشاهد الذي أورده له المصنف في قوله نسيتك أي لا نسيتك، وإنما سهل الحذف في هذا لأن الفعل من قوله نسيتك ماض لفظاً مستقبل معنى العمله ظرف مستقبل وهو قوله ما دام عقلي إذ التقدير مدة دوام عقلي فسهل حذف النافي سهل حذفه مع المضارع المستقبل اهـ ... دماميني قوله: (ويسهله) أي: حذف لا النافية في جواب القسم إذا كان ماضياً اهـ تقرير دردير قوله: (فلا والله الخ) هذا صدر بيت للمنخل وعجزه:

  هدوّاً بالمساءة والعلاط

  ويروى ضيفي بدل قومي والهد والسكون وزناً ومعني وأصله هدوء مصدر هدأ خفف بقلب همزته واواً وأدغمت الواو الزائدة فيها كغزو وبالمساءة متعلق بنادى والعلاط بمهملتين الخصام وزناً ومعنى مصدر علطه بشر إذا ذكره بسوء ء أقسم الشاعر بالله على أن الحي لا ينادون ضيفه بما يكرهه من مساءة وخصومة بأن يقولوا له اسكن ولا تتحرك عندنا بل ضيفه عزيز مكرم لا يقابل إلا بما يرضيه وفي ذلك إيماء إلى شرف الشاعر وعزته وقد جعل المصنف وغيره النافي المحذوف من هذا البيت كلمة لا وهو قابل للبحث، وذلك لأن الفعل هنا ماض لفظاً ومعنى لأن الإنسان لا. يمتدح. إلا بما وقع لا بما يتوقع فلا ينبغي أن يكون المقدر لا لأنها لا تدخل على الماضي لفظاً ومعنى إلا مكررة ولا تكرير في البيت فينبغي أن يقدر ما وزعم الكوفيون انه لا حذف في هذا البيت وان المذكورة أولاً هي ما في الجواب قدمت اعتناء بالنفي وفيه تقديم ما في جملة على جملة أخرى مع أنه لا يتأتى في قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}⁣[النساء: ٦٥]. دماميني. قوله: (وسمع) أي: حذف لا.


المعنى: إن أردت - حبيبتي - أقسمت لك بين المقام وأركان الكعبة والحجر، إني لست ناسيك أبد الدهر.

٨٧٥ - التخريج: البيت للمتنخّل الهذلي في (خزانة الأدب ١٠/ ٩٤؛ والدرر ٤/ ٢٤٣؛ وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٦٩؛ ولسان العرب ٧/ ٣٥٤ (علط)؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٤٤).

اللغة: هدواً: هدوءاً. العلاط: الخصام. المعنى:

المعنى: أنا امن قوم، يكرمون الضيف ولا يلزمونه ما يكره فيحصون عليه حركاته وسكناته.