حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه

صفحة 451 - الجزء 3

  بل لأني وضعتُ الكتاب لإفادة مُتعاطي التفسير والعربية جميعاً، وأما قولهم في «رَاكِبُ النَّاقَةِ طَلِيحَانِ»: إنه على حذف عاطف ومعطوف، أي: والناقة، فلازم لهم؛ ليطابق الخبر المخبر عنه؛ وقيل: هو على حذف مضاف، أي: أحَدُ طليحين، وهذا لا يتأتى في نحو: «عْلَامُ زَيْدٍ ضَرَبْتَهُمَا».


  دماميني. قوله: (بل لأني الخ) الأوضح حذف الإضراب وقوله: لأني الخ علة للنفي، أي: لأني وضعت هذا الكتاب لإفادة متعاطي التفسير، والنحو أي: وبيان الأغراض التي يحذف الفاعل أو المفعول لأجلها لا تفيد متعاطيهما فائدة؛ لأن صناعة النحو لا تتوقف عليها وكذلك استقامة معنى الكلام لا تتوقف عليها قوله: (لإفادة متعاطي التفسير والعربية جميعاً) بل لإفادة علم الأدب أو لطائف مطلق العلم وما أحسن قول منجك باشا في ديوانه:

  يداوي السقيم بصوت رخيم ... وطبع سليم وذات تحب

  كمال غريب ولفظ عجيب ... ومغني اللبيب بحسن الأدب

  وقيل: للمصنف هلا فسرت القرآن أو أعربته فقال أغناني المعنى. قوله: (طليحان) من الطلاحة وهي التعب من السير قوله: (وقيل هو على حذف مضاف) أي: ولا يكون التقدير الناقة وراكب الناقة بحيث يجعل من باب حذف العاطف والمعطوف عليه؛ لأن الحذف اتساع وبابه وسط الكلام وآخره لا أوله ألا ترى أن كان تزاد وسطاً آخر لا أو لا وحذف العاطف وبقاء المعطوف شاذ وإنما حكى منه أبو عثمان أكلت خبزاً سمكاً تمراً اهـ شمني قوله: (وهذا) أي: حذف المضاف وهو التأويل وأما التأويل الأول وهو حذف الواو مع ما عطفت فإنه يتأتى فيه بأن يقال الأصل غلام زيد وزيد ضربتهما.