حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أني) بالفتح والسكون

صفحة 210 - الجزء 1

  وفي الحديث: «أيْ رَبِّ»، وقد تُمَدُّ ألفُهَا.

  (٢) وحرف تفسير، تقول «عِنْدِي عَسْجَد، أي ذَهَبٌ»، و «غَضَنْفَرٌ أَي: أَسَدٌ»، وما بعدها عطف بيان على ما قبلها أو بدل، لا عطف نسق، خلافاً للكوفيين وصاحبي المستوفي والمفتاح، لأنا لم نر عاطفاً يَصْلُح للسقوط دائماً، ولا عاطفاً مُلازماً لعطف الشيء على مُرَادِفِهِ. وتقع تفسيراً للجُمَل أيضاً، كقوله [من الطويل]:

  ١١٤ - وَتَرْمِينَنِي بِالطَّرْفِ، أَي أَنْتَ مُذْنِبٌ ... وَتَقْلِينَنِي، لَكِنَّ إِيَّاكِ لا أَقْلِي


  ولمعان وقوله هدير أي صوت ويقال إن الهدير كان طائراً في زمن نوح # فصاده جارح من جوارح الطير فكل خمامة بكت إنما تبكي عليه قوله: (وفي الحديث) أي: قيل للبعيد وقيل للقريب والخلف لفظي فمن لاحظ بعد مرتبة الخالق من المخلوق جعلها للبعيد ومن لاحظ أنه أقرب من حبل الوريد جعلها للقريب. قوله: (وقد تمد ألفها) أي: وتكون حينئذ لنداء البعيد فقط. قوله: (عندي عسجد أي ذهب) عندي خبر مقدم وعسجد مبتدأ مؤخر، وقوله أي حرف تفسير وذهب بدل كل من كل أو عطف بيان. قوله: (لا عطف نسق) أي بناء على أن أي من حروف العطف. قوله: (يصلح للسقوط دائماً) رأى تصلح للسقوط في دائماً فلا تكون حرف عطف واحترز بقيد الدوام من العاطف وقاعد وضاحك وبإلا وكذا في الصفات فتقول مررت برجل كاتب وشاعر وفقيه. قوله: (ملازماً الخ) أي: ملازماً لذلك فلا يكون حرف عطف واحترز بالملازم من الذي يعطف على مرادفه تارة دون أخرى كالواو كقوله:

  وألفي قولها كذبا وميناً

  وجاء زيد وعمر. قوله: (أي أنت مذنب) تفسير لقوله ترميني أي تفسير لما يراد من الجملة أي تشير لي بالطرف والمقصود من الإشارة هو أنت مذنب. قوله: (لكن) أصله لكن أنا حذفت الهمزة وأبقيت حركتها على نون لكن فتلاصقت النونان وأدغم وإياك لا


= وهمع الهوامع ١/ ١٧٢).

اللغة: عبد: ترخيم تحبّب لاسم (عبدة). رونق الضحى ضياؤه وحسنه. الهدير: كالهديل صوت الحمام، وقيل: الهدير: ترديد الصوت في الحنجرة، للحمام وغيره.

المعنى: يا عبدة، أتراك لم تسمعي نوح الحمامات الباكيات في ضياء الضحى؟

١١٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تذكرة النحاة ص ٢٣؛ والجنى الداني ص ٢٣٣؛ وجواهر الأدب ص ٢١٨، ٤١١؛ وخزانة الأدب ١١/ ٢٥٥، ٢٢٩؛ والدرر ٤/ ٣١، ٥/ ١٢١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٤، ٢/ ٨٢٨؛ وشرح المفصل ٨/ ١٤١؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤٨، ٢/ ٧١).

اللغة: الطرف العين. تقلينني: تهجرينني وتبتعدين عني كرهاً لي.

المعنى: تنظرين إلي نظرة غاضبة، تتهمينني بارتكاب الذنوب، وتهجرينني، ولكنني سأبقى أحبك ولن أهجرك أبداً.