حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - قول أبي الطيب [من الخفيف

صفحة 218 - الجزء 1

  رَوْعْتَنِي ثلاثة بصدودك، والجملة الأولى مستأنفة قدّم ظرفها؛ لأن له الصدر، والثانية إما في موضع جرّ صفة لـ «وِصال» على حذف العائد: أي لم ترغني بعده، كما حذف في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ} الآية [البقرة: ٤٨]؛ أو نصب حالاً من فاعل «سَرَرْتَني» أو مفعوله والمعنى: أي يوم سررتني غير رائع لي، أو غير مَرُوعٍ منك، وهي حال مُقَدَّرة مثلها في {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ٧٣}⁣[الزمر: ٧٣]، أو لا محلّ لها على أن تكون معطوفة على الأولى بفاء محذوفة كما قيل في: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ}⁣[البقرة: ٦٧]، وكذا في بقية الآية، وفيه بُعْد. والمحقّقون في الآية على أنَّ الجُمل مستأنفة


  الدهر وليس المراد حقيقة الاستفهام عن نفس اليوم الواقع فيه الإكرام. قوله: (والمعنى) أي: في البيت ما سررتني الخ هذا يؤخذ بطريق اللزوم. قوله: (والجملة الأولى) وهي قوله أي يوم سررتني. قوله: (ظرفها) وهو أي يوم لأن اسم الاستفهام له حكم ما يضاف إليه وهو معمول سررتني. قوله: (لأن له الصدر) أي: بسبب استعماله على الاستفهام. قوله: (والثانية) أي: والجملة الثانية وهي لم ترعني ثلاثة بصدود قوله: (في موضع جر) والمعنى ما سررتني يوماً بوصال موصوف بكونه لم ترعني ثلاثة أيام بعده بل ما سررتني إلا ورعتني. قوله: (كما حذف) أي: العائد على الموصوف في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا}⁣[البقرة: ٤٨] إلى آخر الآية. قوله: (واتقوا يوماً لا تجزي) أي: فيه ولا يقبل أي فيه شفاعة ولا يؤخذ أي فيه منها عدل، فالعائد مقدر وكذا قوله ولا هم ينصرون أي فيه فحذف العائد في مواضع أربعة ولذا قال الآية إشارة إلى أن التمثيل بها ليس قاصراً على ما تلاه منها.

  قوله: (أو نصب) عطف على الجر. قوله: (حالاً من فاعل سررتني) أي: وهو ضمير المخاطب. قوله: (أو مفعوله) وهو ضمير المتكلم. قوله: (والمعنى الخ) لف ونشر مرتب. قوله: (أي يوم الخ) ما سررتي يوماً حال كونك غير رائع والنفي منصب على غير، ونفي النفي إثبات فيقتضي أن الإراعة ثابتة مع السرور مع الإراعة أي الخوف بعد السرور، وأجاب المصنف بأن الحال مقدرة وقد يقال إنها مقارنة باعتبار القائم بالشاعر. قوله: (غير رائع) أي: فهو حال من الفاعل أي حال كونك أيها الحبيب. قوله: (أو غير مروع) أي: وحال كونها أيها المحب غير مروع وهو راجع للمفعول وهو الياء. قوله: (حال مقدرة) أي: الإراعة بعد السرور كما يدل عليه تقديره بعد حالة الجر. قوله: (حال مقدرة) أي: لأن الإخافة الواقعة في ثلاثة الأيام غير مقارنة لزمن العامل أي السرور بل بعده. قوله: (قال أعوذ بالله) أي: فقال قوله: (وفيه بعد) أي: في الآية والبيت أما في الآية فلما في ذلك من تكرير حذف العاطف مع أن حذفه لم يثبت في السعة بيقين، وأما في البيت فلأن فيه معنى حذف العاطف ارتكاباً لما لا يؤدي المعنى المقصود وذلك لأن عطف جملة على أخرى لا يقتضي مشاركة الثانية للأولى فيما اشتملت عليه من القيود فإذن لا يلزم تسلط: