· (إذا) على وجهين
  دَعَاكُمْ دَعْوَةً}[طه: ٢٠] الآية: إن التقدير إذا دعاكم فاجأتُمُ الخروج في ذلك الوقت، ولا يعرف هذا لغيره وإنما ناصبها عندهم الخبرُ المذكور في نحو: «خرجت فإذا زيد جالس»، أو المقدر في نحو: «فإذا الأسَدُ» أي: حاضر، وإذا قَدَّرْتَ أنها الخبر فعاملها «مستقر» أو «استقر».
  ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مُصَرَّحاً به نحو: {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ٢٠}[طه: ٢٠]، {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ}[الأنبياء: ٩٧]، {فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ٢٩}[يس: ٣٩]، {فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ}[الأعراف: ١٠٨]، {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤}[النازعات: ١٤].
  وإذا قيل: «خرجت فإذا الأسد» صح كونها عند المبرد خبراً، أي فبالحضرة الأسد، ولم يصح عند الزجاج، لأن الزمان لا يُخْبَرُ به عن الجثة، ولا عند الأخفش لأن الحرف لا يُخبر به ولا عنه. فإن قلت: فإذا القتَالُ صحت خبريتها عند غير الأخفش.
  (ثم إذا دعاكم) إذا هنا شرطية وجوابها إذا أنتم تخرجون ولم يقترن جوابها بالفاء لا غناء إذا عنها. قوله: (فاجأتم الخروج) بيان للعامل قوله: (في ذلك) المتبادر من هذا التقدير أن قوله في ذلك الوقت متعلق بالخروج وحينئذ فيفيد أنها متعلقة بالخبر كما يقول الجمهور. قوله: (الوقت) بيان لمعنى إذا. قوله: (ولم يعرف هذا) فيه أن هذا لا يضره إذا كان المعنى معه صحيحاً ولم يخرج عن قواعد العربية. قوله: (وإنما ناصبها عندهم) أي: عند من قال بظرفيتها زمانية أو مكانية قوله: (الخبر المذكور) يرد عليه ما تقدم من قوله خرجت فإذا أن زيداً بالباب فلا بد من تقدير فعل من مادة المفاجأة وحينئذ فالحصر إضافي يعني إذا لم يكن في الكلام إن قوله: (وإذا قدرت أنها الخبر) أي: في نحو فإذا الأسد وذلك بأن جعلتها ظرف مكان أو زمان وقدرت مضافاً على ما يأتي. قوله: (ولم يقع الخ) أشار بذلك إلى أن الأوضح ذكر الخبر. قوله: (نحو فإذا هي شاخصة) وفي نسخة فإذا هي حية تسعى. قوله: (خرجت فإذا الأسد) أي: بأن حذفت الخبر والحال أن المبتدأ اسم جثة. قوله: (صح كونها خبراً) أي: وعملها محذوف تقديره مستقر كما مر أي وصح كون الخبر محذوفاً أي حاضر والمعنى على الأول خرجت فمستقر في الحضرة أي مكان الحضور الأسد وعلى الثاني خرجت ففي الحضرة الأسد حاضر. قوله: (عند المبرد) أي: القائل إنها ظرف مكان ومن المعلوم إنه يخبر به عن المبتدأ قوله: (أي فبالحضرة) تفسير لإذا. قوله: (ولم يصح عند الزجاج) القائل إنها ظرف زمان بدون تقدير أما إذا قدرت مضافاً جاز كما يأتي في آخر العبارة أي حصول الأسد. قوله: (لأن الزمان الخ) أي: لأنه لا يفيد بحسب الظاهر قبل تقدير المضاف. قوله: (ولا عند الأخفش) وهو الزجاج والمبرد لأن اسم المعنى بخبر عنه بظرف المكان والزمان وإنما لم يصح عند الأخفش لأنها حرف