الفصل الأول في خروجها عن الظرفية
  قيل: وقد تَخْرُجُ عن كلّ من الظرفية، والاستقبال، ومعنى الشرط، وفي كل من هذه فَضل.
الفصل الأول في خروجها عن الظرفية
  زعم أبو الحسن في {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا}[الزمر: ٧١] أن «إذا» جَرٌّ بـ «حتى» وزعم أبو الفتح في {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ١} الآية [الواقعة: ١]، فيمن نصب {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ٣}[الواقعة: ٣] أن «إذا» الأولى مبتدأ والثانية خبر والمنصوبين حالان، وكذا جملة {لَيْسَ}[الواقعة: ٢] ومعموليها. والمعنى وقت وقوع الواقعة خافضة لقوم رافعةً لآخرين هو وقتُ رَجُ الأرض. وقال قوم في «أخْطَبُ مَا يَكُونُ الأميرُ»: إن الأصل
  مصدرية ظرفية أي استغن مدة إغناء ربك إياك، وبالغنى يحتمل أن يتنازعه الفعلان ويحتمل تعلقه بالأول فقط، والخصاصة الفقر والحاجة وتجمل إما بالجيم أي أظهر الجمال وعدم الحاجة أوكل الجمل وهو الشحم المذاب تعففاً، وإما بالحاء المهملة أي تكلف حمل هذه المشقة اهـ. دماميني. قوله: (ومعنى الشرط) أي: الثابتة لها في غالب الأحوال. قوله: (في خروجها) أي: فلا جواب لها حينئذ وقوله: عن الظرفية أي فلا تضمن معنى في فلا ينافي أنها اسم زمان قوله: (أبو الحسن) أي: الأخفش. قوله: (جر بحتي) أي: سبقوا إلى وقت مجيئهم إياها فجعلها اسم زمان لا ظرفية فيه ولا شرطية. قوله: (فيمن نصب خافضة رافعة) إنما قيد بذلك لأنه مع رفعهما كما في القراءة المشهورة لا يحتاج لذلك التخريج بل تبقى إذا على ظرفيتها وتنصب إما بليس لما فيها من معنى النفي كقولك يوم الجمعة ليس لي شغل أو بمحذوف أي إذا وقعت الواقعة كان كيت وكيت وقوله خافضة رافعة خبر المحذوف أي وهي. قوله: (والمنصوبين حالان) أي: من ضمير وقعت. قوله: (وكذا جملة ليس ومعمولاها) أي: لوقعتها كاذبة ومعنى كاذبة كذب فأطلق اسم الفاعل وأراد به المصدر أو أن المعنى ليس هناك نفس كاذبة واللام في لوقعتها حينئذ بمعنى في.
  قوله: (ومعمولاها) كذا في غالب النسخ وهو على لغة من يلزم المثنى الألف وإلا فالأصح ومعموليها قوله: (والمعنى وقت وقوع الواقعة الخ) أي: وقت وقوع الواقعة متحقق وهو معنى ليس لوقعتها كاذبة بلا ريب. قوله: (أخطب الخ) أخطب مبتدأ وما يكون مضاف إليه لأن ما مصدرية ظرفية والأمير فاعل يكون وقائماً حال من فاعل كان
= الاحتمال والصبر.
المعنى: استغن عن الناس إذا أعطاك ربك الغنى والثروة، وحاول أن تبدو جميلاً متعففاً إن أصابك الفقر، ففي الحالين: غناه وفقره، يطلب منه أن يقلّل من اعتماده على الناس.