حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 374 - الجزء 1

  ومن إعمالها قوله [من الخفيف]:

  ٢١٤ - رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيفِ صَقِيلِ ... بَيْنَ بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلاَءِ

  ومن دخولها على الجملة الاسمية قولُ أبي دُوَاد [من الخفيف]:

  ٢١٥ - رُبَّمَا الْجَامِلُ المُؤَبَّلُ فيهِمْ ... وَعَناجِيجُ بَيْنَهُنَّ المهارُ

  وقيل: لا تدخل المكفوفة على الاسمية أصلاً، وإن «ما» في البيت نكرة موصوفة، و «الجامل»: خبر لـ «هو» محذوفاً، والجملة صفة لـ «ما».

  ومن دخولها على الفعل المستقبل قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الحجر: ٢]، وقيل: هو مؤوّل بالماضي، عَلَى حد قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}⁣[الكهف: ٩٩]


  لفظاً ومعنى، وذلك لأن مراده الإخبار بما حصل له قوله: (بين بصرى) بالضم بلد بالشام أي بين جهاتها أو أمكنتها فاندفع ما يقول إن بين لا تضاف إلا لمتعدد. قوله: (وطعنة) عطف على ضربة وقوله نجلاء أي واسعة. قوله: (دواد) الذي سمع بترك الهمز أي بدالين مهملتين مضمومة أولاهما وبألف بعد الواو وفي بعض النسخ بالهمزة. قوله: (الجامل) هو القطيع من الإبل والمؤبل المتخذ للقنية والعناجيج جمع عنجوج جياد الخيل والمهار صغار الخيل. قوله: (وقيل لا تدخل الخ) هذا تأويل في الكلام والحق الأول اهـ تقرير دردير. قوله: (وقيل هو مؤول بالماضي) أي: فأولا أو لنا الفعل المستقبل لتحقق الوقوع بالماضي فصح دخول رب حينئذ على حد أتى أمر الله ونفخ في الصور، ثم نزل الماضي منزلة


٢١٤ - التخريج: البيت لعدي بن الرعلاء في (الأزهية ص ٨٢، ٩٤؛ والاشتقاق ص ٤٨٦؛ والأصمعيات ص ١٥٢؛ والحماسة الشجرية ١/ ١٩٤؛ وخزانة الأدب ٩/ ٥٨٢، ٥٨٥؛ والدرر ٤/ ٢٠٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٢١؛ وشرح شواهد المغنى ص ٧٢٥؛ ومعجم الشعراء ص ٢٥٢؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٤٢ وبلا نسبة في جمهرة اللغة. ص ٤٩٢؛ وجواهر الأدب ص ٣٦٩؛ والجني الداني ص ٣٥٦؛ ورصف المباني ص ١٩٤، ٣١٦؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٨).

شرح المفردات: الصقيل: المجلو بصرى: اسم مدينة من أعمال الشام. النجلاء: الواسعة.

٢١٥ - التخريج البيت لأبي دؤاد الإيادي في (ديوانه ص ٣١٦؛ والأزهية ص ٩٤، ٢٦٦؛ وخزانة الأدب ٩/ ٥٨٦، ٥٨٨؛ والدرر ٤/ ١٢٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٠٥؛ وشرح المفصل ٨/ ٢٩، ٣٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٢٨؛ وبلا نسبة في الجنى الداني. ص ٤٤٨، ٤٥٥؛ وجواهر الأدب. ص ٣٦٨؛ والدرر ٤/ ٢٠٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٨؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٢؛ وشرح ابن ٣٧٠؛ عقيل ص ٣٧٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٦).

شرح المفردات: الجامل: قطيع الجمال المؤبل: الإبل المعدّة للاقتناء. العناجيج: ج العنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق. المهار: ج المهر، وهو ولد الفرس.

المعنى: يقول ربّ قطيع من الجمال المعدّة للاقتناء، وجياد طويلة الأعناق بينها المهار.