حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عوض) ظرف لاستغراق المستقبل

صفحة 412 - الجزء 1

  فقيل: ظرف لنتفرق، وقال ابن الكلبي: قَسَم، وهو اسم صنم كان لبكر بن وائل، بدليل قوله [من الوافر]:

  ٢٤٥ - حَلَفْتُ بِمَائِرَاتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وَأَنْصَابِ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِير


  لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في بقاع تحرقُ

  تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق

  رضيعي الخ. قوله (رضيعي) حال من قوله في البيت قبله، وبات على النار الندى والمحلق حال كونهما رضيعي لبان أي: كان العطاء والمحلق الذي هو الممدوح رضيعي لبان. قوله: (ثدي) معمول لمحذوف أي رضعا ثدي أو منصوب على نزع الخافض، أي: ثدي أو بالجر على البدل إذا جر من لبان قوله: (تحالفا) أي: الندى والمحلق. قوله: (بأسحم) أي: في أسحم، أي: ليل مظلم داج أي: شديد السواد، وقيل: المراد به الرحم أي: تحالفا في ظلمة الأحشاء، وقوله: لا نتفرق جواب للقسم، وهو تحالفا. قوله: (ظرف لنتفرق) أي: لا نتفرق أبداً إن قيل هذا الوجه يمنعه لا فإن الصحيح أن لها الصدر في جواب القسم، بل قيل مطلقاً والجواب أن الرضي قال لما ضاع استعمال عوض في القسم صار بمنزلة فعل القسم في إفادته فاغتفر تقديمها على أن الظروف يتسامح فيها ما لا يتسامح في غيرها خصوصاً الشعر. قوله: (قسم) أي: مقسم به؛ لأنه اسم صنم أي: أنهما تحالفا في الليل الأسود بهذا الصنم.

  قوله: (عوض) أي: الصنم المعلوم. قوله: (وأنصاب). جمع نصب وهو ما نصب ليعبد من دون الله فهو بمعنى صنم قوله: (وانصاب) جمع نصب وهو الصنم الصغير الذي يترك عند السعير، وهو الصنم الكبير.


= (سحم)، ١٣/ ٣٧٥ (لبن)؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٢٤٠؛ والإنصاف ١/ ٤٠١؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٣).

اللغة: رضيعي لبان: مثنى رضيع لبان وهو الطفل الذي يرضع حليب أمه. الأسحم: الرحم، وقيل الدم تغمس فيه اليد عند التحالف. الداجي: المظلم.

المعنى: توأمان رضعا ثدي أم واحدة تعاهدا وأقسما برحم أمهما المظلم (أو بالدم الأسود) أن لا يتفرقا أبداً.

٢٤٥ - التخريج: البيت لرشيد بن رميض العنزي في (لسان العرب ٤/ ٣٦٦ (سعر)، ٥/ ١٨٨ (مور)، ٧/ ١٩٣ (عوض)؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧/ ١٤٠، ١٤٣؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٤٢).

اللغة: المائرات: الجاريات مار الدم جرى على وجه الأرض. الأنصاب: الأصنام. السعير: اسم صنم.

المعنى: أقسمت بالدماء التي تجري حول الصنم (عوض)، وبالأصنام المتروكة قرب الصنم (السعير)، لأرحلَن في الأرض طولاً وعرضاً.