فالهاء للسكت بدليل أنَّه مبني ولا وجه لبنائه لو كان مضافاً.

  ومتى أُريد به المعرفة كان مبنيا على الضم تشبيهاً له بالغايات كما في هذا البيت؛ إذ المراد فوقية نفسه، لا فوقيَّة مطلقة، والمعنى أنه تُصيبه الرمضاء من تحته وحَرُّ الشمس من فوقه.

  ومثله قول الآخر يصف فرساً [من الرجز]:

  ٢٥٣ - أَقَبُ مِنْ تَحْتُ عَرِيض من عَلُ

  ومتى أريد به النكرة كان معرباً كقوله [من الطويل]:

  ٢٥٤ - مِكْرُ مِفَرٌ مُقبِل مُدْبِرٍ مَعاً ... كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

  فهو من ضحى فهو مبني للفاعل، والمعنى أبرز للشمس فيه فيحصل لي حرها من فوقي فقول المصنف أنه تصيبه الرمضاء الخ يقتضي أن أرمض وأضحى مبنيان للمجهول، وليس كذلك. قوله: (فالهاء للسكت) أي: وليست ضميراً مضافاً إليه.

  قوله: (بدليل أنه مبني) أي: ولو كان مضافاً لكان معرباً إذ لا وجه لبنائه لو كان مضافاً. قوله: (ولا وجه الخ) قال الشارح وجه البناء أنه أضيف للمبني كما قالوا غير إذا أضيف للضمير فوجه البناء موجود وأجيب بأن الإضافة للمبني لا تقتضي البناء على الضم إنما تقتضي مطلق البناء، ولم يوجد علة في كلامهم إلا مبنياً على الضم فدل بناؤه على الضم على عدم الإضافة، فإن الهاء للسكت قوله: (لو كان مضافاً الخ) أي: لأن المضاف يعرف ولا يبنى وأيضاً لو كان مضافاً لقيل من علي أي: من فوقي؛ لأن المعنى على ذلك ولا يقول من عله. قوله: (ومتى أريد به) أي: بعمل المعرفة أي: أريد به شيء مخصوص وهو فوقية معينة بأن حذف المضاف إليها ونوى معناه وهي الفوقية المنسوبة لذلك المضاف إليه قوله: (تشبيها له بالغايات) قد يقال إنه منها؛ لأن المراد بالغايات

٢٥٣ - التخريج: الرجز لأبي النجم في (الأزهية ص ٢٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٣٧٩؛ والخصائص ٢/ ٣٦٣؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٤٩؛ والطرائف الأدبية ص ٦٨؛ والكتاب ٢/ ٢٩٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٤٨؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٤/ ٨٩؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٩٢).

اللغة: الأقب: من القبب دقة الخصر وضمور البطن.

٢٥٤ - التخريج البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١٩؛ وإصلاح المنطق ص ٢٥؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٦؛ وخزانة الأدب ٢/ ٣٩٧؛ ٣/ ٢٤٣؛ والدرر ٣/ ١١٥؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٣٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٥٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٥١؛ والشعر والشعراء ١/ ١١٦؛ والكتاب ٤/ ٢٢٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٤٩؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٧/ ٢٧٤ (حطط)؛ وأوضح المسالك ٣/ ١٦٥؛ ورصف المباني ص ٣٢٨؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٣؛ والمقرب ١/ ٢١٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٠).

اللغة والمعنى: مكرّ: كثير العطف أي العودة مرّة بعد أخرى مفرّ كثير الفرار الجلمود: =