حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عل) بلام مشددة مفتوحة أو مكسورة:

صفحة 424 - الجزء 1

  تخفض بهما، وتجيز في لامهما الفتح تخفيفاً، والكسر على أصل التقاء الساكنين؛ ويصح النصب في جوابهما عند الكوفيين تمسكاً بقراءة حفص: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ٣٦ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ}⁣[غافر: ٣٦] بالنصب، وقوله [من الرجز]:

  ٢٥٦ - عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَوْ دُولاتِهَا ... تُدِلْنَنا اللمَّةَ مِنْ لَمَّاتِهَا

  فتستريح النفسُ مِنْ زَفْرَاتِها

  وسيأتي البحث في ذلك.


  قوله: (نخفض بهما) أي كما في:

  ولعل أبي المغوار منك قريب

  وقوله:

  ولعل الله فضلكم علينا

  ونحو عل أبي حفص ذاهب. قوله: (على أصل التقاء الساكنين) أي: لأن لعل آخرها أصله للسكون واللام الأولى ساكنة قوله: (في جوابهما) أي: في الكلام المترتب على مدخولهما وهو المترجي كما هنا أو المتمني. قوله: (فاطلع بالنصب) أي: كما في قراءة حفص وقرأه الباقون بالرفع. قوله: (فاطلع بالنصب) أي: وقال البصريون النصب في جواب الأمر أو بالعطف على الاسم الصريح وهو الأسباب.

  قوله: (على صروف الخ) المعنى أمل الحوادث تجعل لنا على الشدة دولة أستريح مما نحن فيه. قوله: (صروف) بضم الصاد المهملة الحوادث جمع صرف بفتح الصاد والدولة بفتح الدال وضمها الغلبة في الحرب وغيره. قوله: (تدلننا) من أدلنا الله من عدونا أدلة وهي الغلبة يقال أدلني على فلان وانصرني عليه قوله: (تدلننا) أصله تديل لنا اللمة أي: الشدة أي: تجعل لنا دولة، ثم ألحق نون النسوة فسكنت اللام فالتقى ساكنان اللمة نصب بنزع الخافض أي على اللمة قوله: (فتستريح) بالنصب بأن مضمرة في جواب لعل. قوله: (زفراتها) بفتح الفاء جمع زفرة بسكون الفاء إدخال النفس بشدة وسكنت فاؤها للضرورة وإلا فالقياس الفتح كتمرة وتمرات.


٢٥٦ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (الخصائص ١/ ٣١٦؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٠، ٦٦٨؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٢٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٥٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٣٩؛ ولسان العرب ٤/ ٣٢٥ (زفر)، ١١/ ٤٧٣ (علل)، ١٢/ ٥٥٠ (لمم)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٩٦).

اللغة: صروف الدهر: نوائبه وأحداثه. الدولات: التحوّلات من حال إلى حال. تدلننا تغيرنا، تنقلنا من حال إلى حال اللمة: الشيء القليل.

المعنى: أرجو من الزمن ومقاديره أن تغيّر حالنا من الانكسار إلى الانتصار، وتنيلنا شيئاً قليلاً يجعل نفوسنا ترتاح، وأفئدتنا تهدأ.