أحدها: أن تكون ظرف زمان
  أحدها: أن تكون ظرف زمان لاستغراق ما مَضَى، وهذه بفتح القاف وتشديد الطاء مضمومة في أفصح اللغات، وتختص بالنفي، يقال: «ما فَعَلْتُه قط»، والعامة يقولون: «لا أفعله قط»، وهو لحن. واشتقاقه من «قَطَطْتُه»، أي: قطعته، فمعنى: «ما فعلته قط»: ما فعلته فيما انقطع من عمري؛ لأن الماضي منقطع عن الحال والاستقبال. وبُنيت لتضمنها معنى «مُذ» و «إلى»، إذ المعنى: مُذْ أَن خُلِقتُ إلى الآن، وعلى حركة لئلا يلتقي ساكنان، وكانت الصَّمةَ تشبيهاً بالغايات، وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين، وقد تُتْبَع قافُه طاءه في الضم، وقد تخفّف طاؤه مع ضمها أو إسكانها.
  والثاني: أن تكون بمعنى «حسبُ»، وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء، يقال:
  قوله: (لاستغراق) أي: موضوعة لاستغراق قوله: (وتختص بالنفي) أي: لا تقع إلا بعد كلام منفي قوله: (وتختص بالنفي) الباء داخلة على المقصور عليه، وقد تأتي بدون تقدم نفي قليلا فقول وتختص بالنظر للشائع ومن استعمالها في الإثبات قول بعض الصحابة قصرنا الصلاة في السفر مع رسول الله ﷺ أكثر ما كنا قط أي: أكثر وجودنا فيما مضى. قوله: (يقال ما فعلته قط) ما نافية وفعلته فعل وفاعل ومفعول وقط ظرف لاستغراق الماضي مبني على الضم في محل نصب. قوله: (ما فعلته قط) أي: ما فعلته فيما مضى من عمري. قوله: (لا أفعل قط) أي: فاستعملت في المستقبل مع أنها موضوعة للماضي. قوله: (وهو لحن) أي: لأن قولهم لا أفعله معناه في المستقبل وقط موضوعة لاستغراق الماضي. قوله: (لتضمنها معنى مذ أولى) وهو ابتداء الغاية في الزمان وانتهاؤها، وإنما لم يقل لتضمنه من وإلى؛ لأن من عند البصريين غير الأخفش لا تكون لابتداء الغاية في الزمان ومذ تكون له قوله (لئلا يلتقي ساكنان) أي: لو بنيت على السكون؛ لأن الطاء الأولى والثانية كل ساكنة وهو ممنوع قوله: (وقد تكسر الخ) هذه لغة ثانية. قوله: (وقد تتبع فاؤه طاؤه) في نسخة بدل فائه قافه قوله: (وإسكانها) أي: فجملة اللغات خمسة. قوله: (أن تكون بمعنى حسب) أي: وتلزمها الفاء فيقال أخذت درهماً فقط، وهي زائدة لازمة عند المصنف كما أن فاء فحسب زائدة عند ابن السيد فمعنى أخذت درهماً فقط أخذت درهماً واكتفيت به ورابطة للجواب بشرط مقدر عند السعد؛ لأن قط عنده اسم فعل بمعنى انته اهـ. قوله: (أن تكون بمعنى حسب) ومن هذا قول الحريري في مقاماته:
  من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
  الأولى ظرفية والثانية بمعنى حسب وهي مضافة لما بعدها كما أن حسب كذلك وهذا مذهب البصريين والكوفيون يجوزن فيما بعدها النصب فيجيزون قط عبد الله درهم ويقولون في معناه كفى عبد الله أو يكفيه، ولا يعرف ذلك البصريون وقط هذه تستعمل بعد الإيجاب والنفي كقولك أخذت درهماً فقط وما أخذت درهماً فقط أي: أخذت أكثر من