وهنا مسائل
  وقوله [من البسيط]:
  ٤٣٧ - تَامَتْ فُؤَادَكَ لَوْ يَحُزُنُكَ ما صَنَعَتْ ... إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَا
  وقد خرج هذا على أن ضمَّة الإعراب سُكِّنت تخفيفاً كقراءة أبي عمرو {وَيَنْصُرْكُمْ}[الملك: ٢٠]، و {يُشْعِرُكُمْ}[الأنعام: ١٠٩]، و {يَأْمُرُكُمْ}[البقرة: ١٦٩]، والأول على لغة من يقول: «شَا يَشَا» بألف، ثم أبدلت همزة ساكنة، كما قيل: «العألم» و «الخأتم»، وهو توجيه قراءة ابن ذكوان {مِنْسَأَتَهُ}[سبأ: ١٤] بهمزة ساكنة؛ فإن الأصل {مِنْسَأَتَهُ} بهمزة مفتوحة «مِفْعَلَة» من «نَسَأه» إذا أخره، ثم أُبدلت الهمزة
  والميعة النشاط ولاحق الأطال ضامرها جمع إطل بسكون الطاء وكسر الهمزة الخاصرة فجمع في موضع التثنية والنهد المرتفع والخصل من الشعر وقبله:
  فارساً ما غادروه ملحما ... غير زميل ولا نكس وكلِ
  ما زائدة وغادروه تركوه لحماً قتيلاً والزميل الضعيف والنكس المقصر عن النجدة الوكل الجبان يتكل على غيره وبعد البيت:
  غير أن البأس منه شيمة ... وصروف الدهر تجري بالأجل
  والأبيات لامرأة من بني الحرث وقيل: لعلقمة. قوله: (تامت) من تيمه أي: عبده وذلك ومنه التيم والمتيم. قوله: (والأول) أي: وخرج الأول وهو لو يشاء وهذا تخريج ثان له، والحاصل أن التخريج الأول جارٍ في جميع ما ذكر والثاني خاص بقوله لو يشاء. قوله: (العالم والخاتم) أي: فإن الأصل العالم والخاتم فأبدلت الألف همزة ساكنة. قوله: (من نسأه إذا أخره) لأن العصا آلة التأخير ومنه ربا النساء والنسيئة.
= للمرزوقي ص ١١٠٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٤؛ ولعلقمة أو لامرأة من بني الحارث في المقاصد النحوية ٢/ ٥٣٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٣٣٤؛ وتذكرة النحاة ص ٣٩؛ والجنى ٢٨٧؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٨٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٤).
اللغة: ذو ميعة: ذو نشاط وجلد أطال من إطل الخاصرة. نهد: مرتفع. خصل: شعر مجتمع.
المعنى: لو أراد النجاة، لنجا بفرسه الضامرة البطن الطويلة الشعر القوية النشيطة، فهي لسرعتها كأنها تطير، لا تمشي.
٤٣٧ - التخريج: البيت للقيط بن زرارة في (لسان العرب ١٢/ ٧٥ (تيم)؛ والعقد الفريد ٨٤٦؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤١١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٨٤، ٦٠٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٥).
اللغة: تيمه الحب: أذله.
المعنى: يخاطب الشاعر نفسه قائلاً: لقد استعبدتك تلك الذهلية بحبّك لها، وأحزنك ما تلاقي منها من معاملة وصدّ، وهذا ما لا تطيقه.