حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 164 - الجزء 2

  ثم حذفت الألف للجازم، ثم أبدلت الهمزة ألفاً لما ذكرنا، وأقيس من تخريجهما أن يقال في قوله: «أيَوْمَ لم يُقْدَرَ»: نُقِلت حركة همزة أم إلى راء يُقْدَر، ثم أبدلت الهمزة الساكنة ألفاً، ثم الألف همزة متحركة لالتقاء الساكنين، وكانت الحركة فتحة إتباعاً لفتحة الراء، كما في: {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}⁣[الفاتحة: ٧] فيمن همزه، وكذلك القول في «المَرَاة والكماة»، وقوله [من الطويل]:

  [وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْحَة عَبْشَمِيَّةٌ] ... كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيراً يَمَانِيا

  ولكن لم تحرّك الألف فيهنَّ لعدم التقاء الساكنين.

  وقد تُفْصَل من مجزومها للضَّرورة بالظرف، كقوله [من الوافر]:

  ٤٥٢ - فَذَاكَ وَلَمْ - إِذَا نَحْنُ أمْتَرَيْنَا - ... تَكُن في النَّاسِ يُدْرِكُكَ الْمِرَاءُ

  وقوله [من الطويل]:

  ٤٥٣ - فَأَضْحَتْ مَغَانيهَا قِفَاراً رُسُومُهَا ... كَأَنْ لَمْ سِوَى أَهْلِ مِنَ الْوَحْشِ تُؤْهَلِ


  قوله: (لما ذكرنا) أي: من أجزاء الساكن قبل المحرك مجرى المحرك وعكسه. قوله: (وأقيس) أي: والأقرب للقياس وكلاهما خارج عنه قوله: (من تخريجيهما) أي: تخريج أبي الفتح على قوله: (وكانت الحركة) أي: حركة الهمزة المنقلبة عن الألف.

  قوله: (كما في ولا الضألين) تشبه في قوله ثم الألف همزة متحركة فاصلة غير مهموز، فالتقى ساكنان فأبدلت الألف همزة محركة للتخلص من التقاء الساكنين وكانت حركة الهمزة فتحة اتباعاً لحركة ما قبلها وهي قراءة أبي أيوب السختياني قال أبو زيد: سمعت عمرو بن عبيد يقرأ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فظننته يلحن حتى سمعت من العرب دابة. قوله: (وكذلك القول في المراة الكماة) أي: فيقال فيهما مثل ما قيل في قوله لم يقدر أم يوم قدر، وحاصله ان الأصل مرأة وكمأة بالهمزة نقلب حركة للساكن قبلها، ثم أبدلت الهمزة الساكنة ألفاً قوله: (لم تحرك الألف) أي: لم تبدل همزة محركة. قوله: (فيهن) أي: في المرأة والكمأة ولم ترا قوله: (مغانيها) بالغين المعجمة أي: منازلها. قوله: (سوى أهل من الوحش) الاستشهاد بهذا مبني على القول بظرفية سوى. قوله:


٤٥٢ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٩/ ٥؛ وجواهر الأدب ص ٢٥٦؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٧٨).

اللغة: امترينا الأمر شككنا بصحته. المراء: الاعتراض.

المعنى: إذا شككنا في أمر، وتجادلنا فيه كنا بحاجة لك حتى تنهي الجدال، وتقطع الشك باليقين.

٤٥٣ - التخريج: البيت لذي الرمة في (ديوانه ص ١٤٦٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٥، والخصائص ٢/ ٤١٠؛ والدرر ٥/ ٦٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٧٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤٥؛ وبلا نسبة =