· (لما): على ثلاثة أوجه
  ومنفي لم يحتمل الاتصال، نحو: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ٤}[مريم: ٤]، والانقطاع، مثل: {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ١}[الإنسان: ١]، ولهذا جاز «لم يكن ثم كان» ولم يجز «لما يكن ثم كان» بل يقال: «لما يكن وقد يكون»، وَمَثَل ابن مالك للنفي المنقطع بقوله [من الرجز]:
  ٤٥٦ - وَكُنْتَ إِذْ كُنْتَ إلهي وَحْدَكَا ... لَمْ يَكُ شيء يا إِلهِي قَبْلَكَا
  وتبعه ابنه فيما كَتَب على التسهيل، وذلك وهم فاحش.
  ولا متدادِ النّفي بعد «لما» لم يَجُز اقترانُها بحرفِ التعقيب، بخلاف «لم». تقول:
  بالفتح جاهلي واسمه شاس العبدي، وإنما لقب ممزقاً بهذا البيت. قوله: (ولما أمزق) أي: والحال أني لم أمزق فانتفاء تمزيقه مستمر لحال التكلم بدليل قوله فادركني. قوله: (يحتمل الاتصال) أي: اتصال نفيه بالحال، وقوله: الانقطاع أي: انقطاع نفيه قبل الحال. قوله: (ولم أكن بدعائك الخ) أي فإن الشقاء منفي إلى زمن التكلم. قوله: (مثل لم يكن شيئاً مذكوراً) أي: لأنه لم يكن شيئاً في الماضي، ثم انقطع ذلك النفي في الماضي وكان بعد ذلك شيئاً.
  قوله: (ولهذا) أي: لاحتمال منفي لما اتصال نفيه وانقطاعه جاز لم يكن، ثم كان ولم يجز الخ؛ لأن ثم تقتضي الثبوت في الماضي بعد النفي قوله: (للنفي المنقطع) أي: في الماضي عن الحال قوله: (وكنت) أي: يا الله إذ كنت إلهي وفي نسخة إلهاً وحدكا. قوله: (لم يك شيء) أي: فلم هنا للنفي المنقطع؛ لأن المعنى لم يكن شيء فيما مضى، ثم انقطع ذلك النفي في الماضي وكان الشيء. قوله: (وذلك وهم فاحش) أي: لأن نفي الكون قبل متحقق إلى زمن التكلم وبعده لا ينقطع ولعل ابن مالك لاحظ الثبوت مجرداً عن القبلية. قوله: (وهم) وجهه أن عدم الوجود مقيد بالقبلية فيفيد أن المعنى لم يكن شيء قبلك وانتفاء نفي الكون قبلك قبل زمن التكلم مع أن نفي الكون قبله متحقق دائماً حتى في زمن التكلم وبعده ولا ينقطع أصلاً. قوله: (ولامتداد النفي) علة مقدمة على المعلول أعني لم يجر. قوله: (بعد لما) أي: نفي الفعل الكائن بعد لما وإلا، فالظاهر أن يقول في لما تأمل.
اللغة: مأكولاً: هنا مقتولاً.
المعنى: إن كان لا بد أن أقتل، فعلى يديك، ولكن تلطف ولا تدع غيرك يمزقني إذا لم ترد ذلك.
٤٥٦ - التخريج: الرجز لعبد الله بن عبد الأعلى القرشي (في الدرر ٥/ ٢٣؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨١؛ وشرح المفصل ٢/ ١١؛ والكتاب ٢/ ٢١٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٩٧؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٤١؛ والمقتضب ٤/ ٢٤٧؛ والمنصف ٢/ ٢٣٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٠).