وهذه بخلافها في قوله [من الطويل]:

  ٥٤٣ - وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ ... [فَلا تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهَا فَتَنْقُلا]

  فإنها هناك واقعة على البسملة التي في أول كل سورة؛ فهي عامة؛ فيصح فيها الابتداء أو النصب بفعل يُفسِّره «تصل»، أي: وأتي بسملة تصل تصلها، والظرفية بمعنى: وأي وقت تصل البسملة على القول بجواز ظرفيتها.

  وأما هنا فيتعين كونها ظرفاً لـ «تصل» بتقدير: وأي وقت تصل براءة، أو مفعولاً به حذف بها؛ ولما خفي المعنى بحذف مرجع الضمير ذكر «براءة» بياناً له: إما على

  قوله: (وهذه) أي مهما في هذا البيت بخلاف مهما في قول الشاطبي في بيت آخر. قوله: (ومهما تصلها الخ) أي: البسملة مع أواخر سورة تماماً:

  فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا

  وحاصل معنى هذا البيت إنك إذا فرغت من سورة ثم وصلت آخرها بالبسملة فلا تقف بعدها أي يكره لأنه يوهم أن البسملة من آخر السورة الماضية وليست لأول اللاحقة والأولى إنك تقف على آخر السورة، ثم تبسمل وتبدأ بالسورة الثانية واصلاً للبسملة بأول السورة اللاحقة أو إنك تقف على آخر السورة ثم تبسمل وتقف ثم تبدأ بالسورة اللاحقة أو إنك توصل آخر السورة بالبسملة وبالسورة الثانية فتوصل الثلاثة فأوجه البسملة أربعة يمنع واحد منها قوله: (فإنها هناك واقعة على البسملة) أي: والبسملة أمر كلي صادق بأي بسملة في أول كل سورة فحينئذ الجواب السابق ينفع هنا بعد ورود الإشكال السابق. قوله: (فيصح فيها) أي: في مهما الابتداء أي والمعنى أي بسملة تصلها. قوله: (وأي وقت) أي: فهي ظرف زمان قوله: (وأما هنا) أي: ومهما هنا أي في البيت الأول الذي كلامه فيه:

  ومهما تصلها أو بدأت براءة

  قوله: (فيتعين كونها ظرفاً) قال دم يمكن إنه مفعول مطلق أي أي وصل كان تصلها بالآخر أو بغيره من القرآن.

  قوله: (أي ومهما تفعل) أي: أي شيء تفعل ولعل الأظهر في مثل هذا المفعول المطلق. قوله: (وبدأت الخ) أي: على إن المراد ببدأت أردت البداءة. قوله: (وأما ضمير تصلها) أي: أما الكلام على مهما فقد علمته، وأما ضمير تصلها فلك الخ. قوله: (أو بدأت بها) أشار بقوله بها إلى أن يتعدى بالباء قوله: (ولما خفي المعنى) أي: معنى الكلام وقوله بحذف أي بسبب حذف الخ. قوله: (مرجع الضمير) أي: في تصلها ذكر براءة بياناً أي تفسيراً وتوضيحاً له أي لمرجع الضمير أعني تصلها. قوله: (إما على إنه)

٥٤٣ - البيت من القصيدة السابقة.