تكثري لومي، فحذف المحكية بالمذكور، وأثبت المحكيّة بالمحذوف.

  (٢) وغير محكية، وهي نوعان: دالة على المحكية، كقولك: «قال زَيْدُ لِعَمْرِو فِي حَاتِم أَتَظنُّ حَاتِماً بخيلاً» فحذف المقول، وهو «حاتم بخيل» مدلولاً عليه بجملة الإنكار التي هي من كلامك دونه؛ وليس من ذلك قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا}⁣[يونس: ٧٧] وإن كان الأصل، والله أعلم: أتقولون للحق لما جاءكم هذا سحر، ثم حذفت مقالتهم مدلولاً عليها بجملة الإنكار؛ لأن جملة الإنكار هنا محكية بالقول الأول، وإن لم تكن محكية بالقول الثاني، وغير دالة عليه نحو: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}⁣[يونس: ٦٥]، وقد مرّ البحث فيها.

  الخامس: قد يوصل بالمحكية غير محكي، وهو الذي يُسمِّيه المُحَدِّثُونَ مُدْرَجاً،

  قوله: (فحذف المحكية) وهي قوله أتذكر قولك لي وقوله وأثبت المحكية وهي قوله لا تكثري لأنها مقولة للمحذوف أعني قولك. قوله: (فحذف) أي: المتكلم ولو قال فحذفت ياء متكلم القول أي مقول زيد لكان أنسب بقوله أولاً كقولك وبقوله بعد التي هي من كلامك وقوله دونه أي دون زيد قوله: (وغير محكية) عطف على قوله محكية بقول آخر محذوف.

  قوله: (كقولك قال زيد الخ) أي: كقولك أيها المتكلم حاكياً مقالة زيد لعمرو قال زيد لعمرو في شأن حاتم أيظن حاتماً بخيلاً فيظن بالياء وضميره راجع لزيد وهو إنكار من المتكلم على زيد وفي نسخة أتظن بالتاء خطاب لزيد إذ كان حاضراً بالمجلس ولو تنزيلاً. قوله: (فحذف المقول) أي: مقول قال زيد وقوله من كلامك أي أيها المتكلم. قوله: (وليس من ذلك) أي: من وقوع الجملة بعد القول غير محكية إلا أنها دالة على المحكية قوله: (حذفت مقالتهم) أي: وهي هذا سحر وقوله مدلولاً عليها بجملة الإنكار أي وهي أسحر هذا قوله: (لأن جملة الإنكار هنا محكية) أي فما سبق الجملة الواقعة بعد القول الدالة على المحكي غير محكية أصلاً وهنا محكية لقول آخر، وإن لم تكن محكية للقول الدالة على محكية. قوله: (بالقول الأول) أي: وهو قال فقال موسى جملتان الأولى أتقولون للحق لما جاءكم هذا سحر والجملة الثانية أسحر هذا. قوله: (بالقول الثاني) وهو أتقولون قوله: (وغير دالة عليه) أي: على المحكي. قوله: (وغير دالة عليه) عطف على قوله دال على المحكية قوله: (إن العزة الله الخ) أي: فجملة إن العزة ليست مقولاً لهم ولا دالة على المقول. قوله: (قد يوصل بالمحكية غير محكي الخ) أي: كقولك قال ﷺ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح فإن قولك وإذا أصبحت الخ غير محكي لأنه ليس مقولاً للنبي ﷺ بل من كلام ابن عمر. قوله: (محكي) أي: كلام غير محكي. قوله: (مدرجاً)