الخامس: قد يوصل بالمحكية غير محكي
  فقيل: التَّقدير: ينظرون أيهم يكفل مريم وقيل: يتعرفون، وقيل: يقولون، فالجملة على التقدير الأول مما نحن فيه، وعلى الثاني في موضع المفعول به المُسَرَّح، أي: غير المقيد بالجاز، وعلى الثالث ليست من باب التعليق ألبتة.
  والثاني: أن تكون في موضع المفعول المسرح، نحو: «عَرَفْتُ مَنْ أَبُوكَ»، وذلك لأنك تقول: «عرفت زيداً»، وكذا «علمت من أبوك» إذا أردت «علم» بمعنى «عرف»، ومنه قول بعضهم: «أَمَا تَرَى أَيُّ بَرْقٍ هُهُنَا»، لأنّ «رأى» البصرية وسائر أفعال الحواس إنما تتعدى لواحد بلا خلاف، إلا «سمع» المعلقة باسم عين، نحو: «سَمِعْتُ زَيْداً يَقْرَأ» فقيل: «سمع» متعدّية لاثنين ثانيهما الجملة، وقيل: إلى واحد والجملة حال، فإن علقت بمسموع فمتعدية لواحد اتفاقاً نحو: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ}[ق: ٤٢].
  وليس من الباب {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ}[مريم: ٦٩] خلافاً ليونس، لأن ننزع ليس بفعل قلبي، بل «أي» موصولة لا استفهامية، وهي المفعول، وَضمَّتُها
  قوله: (وقيل يقولون) وعلى هذا فهو حكاية بالمعنى لأنهم يقولون أينا يكفل مفعول بالجار أفهي مما نحن فيه قوله: (وقيل يقولون) وعلى هذا فهو حكاية بالمعنى لأنهم يقولون أينا يكفل الخ. قوله: (المصرح) كأنه شبه بالذات غير المقيدة. قوله: (والثاني) أي: من الأقسام وقوله المسح أي المطلق الغير المقيد قوله: (وذلك) أي: وبيان كون الجملة هنا في موضع المفعول المسرح. قوله: (بمعنى عرف) أي: أما لو كانت بمعنى علم اليقينية فالجملة سادة مسد المفعولين قوله: (ومنه) أي من وقوع الجملة في موضع المفعول المسرح قوله: (إلا سمع المعلقة) أي: المرتبطة باسم عين أي المقيدة به. قوله: (وقيل إلى واحد) هذا هو التحقيق فأصل سمعت زيداً يقرأ سمعت قراءة زيد فلما حذف المضاف جيء بالجملة الحالية مبينة للمحذوف ولا يجوز حذف هذه الحال، قال السعد: ويجوز جعل الجملة مؤولة بمصدر بدل اشتمال وفيه إنه يلزم عليه حذف أن الناصبة ورفع الفعل أو سبك المصدر من غير سابك في غير الأبواب المعروفة وهو غير مقيس عند المحققين اهـ دماميني لكن الذي ذكره الناصر اللقاني أن مذهب المغاربة أن حذف أن المصدرية مع رفع الفعل جائز لا شذوذ بخلاف بقاء النصب بعد حذف أن وحيث كان كذلك فلا بعد أن يختار قوله: (فإن علقت أي تلك الكلمة وهي سمع قوله: (وليس من الباب) أي: باب التعليق الذي تكون فيه الجملة في موضع المفعول المسرح أو المقيد. قوله: (خلافاً ليونس) أي: القائل انه من باب التعليق بناء على أن التعليق عنده لا يختص بأفعال القلوب فأي اسم استفهام مبتدأ وأشد خبر والجملة في محل نصب وأي استفهامية معلقة. قوله: (بل أي موصولة) هذا تقرير لمذهب الجمهور ولا رد فيه على