الخامس: قد يوصل بالمحكية غير محكي
  مفعول به لا مفعول مطلق، ورَفْعُ «أي» الثانية مبتدأ، وما بعدها الخبر، والعلم معلق عن الجملتين المتعاطفتين الفعلية والاسمية.
  واختلف في نحو: «عَرَفْتُ زَيْداً مَنْ هُوَ» فقيل جملة الاستفهام حال، ورُدَّ بأن الجمل الإنشائية لا تكون حالاً؛ وقيل: مفعول ثانٍ على تضمين «عرف» معني «علم»، ورد بأن التضمين لا ينقاس، وهذا التركيب مقيس؛ وقيل: بدل من المنصوب، ثم اختلف؛ فقيل بدل اشتمال وقيل بدل كلّ والأصل عرفت شأن زيد؛ وعلى القول بأن «عرف بمعنى «علم» فهل يقال: إن الفعل مُعَلَّقٌ أم لا؟
  قال جماعة من المغاربة: إذا قلت: «علمتُ زَيْداً لأبوه قائم» أو «ما أبوه قائم»،
  لأنه لما أتى بتداينت من غير ضمير مفعوله كان ذلك تهيئة لعمله في أي ورفعها قطع له عن العمل فيها.
  قوله: (إلا أنها مفعول) أي: لأن أي مضافة لدين وهو ما يكون بالذمة فليست مضافة لمصدر بخلاف أي منقلب فأي مضافها المصدر لأن منقلب بمعنى انقلاب فلذا كانت مفعولاً مطلقاً ولك أن تقول إن الدين بمعنى التداين مصدراً فحذف منه الزوائد فتكون أي مضافة لمصدر فهي مفعول مطلق قوله: (ورفع) عطف على نصب ولا دخل لأي الثانية في الوهم. قوله: (وما بعدها) أي: وهو غريمها. قوله: (معلق عن الجملتين) أي: بالاستفهام فيهما. قوله: (لا ينقاس) أي بل هو سماعي والمراد بالتضمين الذي لا ينقاس النحوي وأما البياني على القول بمغايرته له فهو حذف لدليل ينقاس ولعل القول بعدم قياس النحوي مع أن بعضهم يجعلهم مجازاً وهو يكفيه سماع النوع أنه يزيد الإلحاق في العمل والتعديه وقيل أنه حقيقة ملمح بغير معناه وقيل أنه جمع بينهما وقد اشتهر أنه إشراب الكلمة معنى أخرى مع أنه قد يتحد المعنى نحو أحسن بي أي لطف بي فالأولى أن يقال فيه أنه إلحاق مادة بأخرى لاتحاد المعنى أو تناسبه. قوله: (ثم اختلف) أي: ثم أخبرك بأن القائلين بأنها بدل اختلفوا الخ.
  قوله: (بدل اشتمال) أي: لأن من يسأل بها عن المشخصات وزيد مشتمل عليها فكأنها قيل عرفت زيداً مشخصاته. قوله: (والأصل عرفت شأن زيد) الإضافة للعهد وإلا كان بدل بعض وهذا راجع لبدل الكل وأما بدل الاشتمال فلا يحتاج لتقدير ومن يسأل بها عن المشخصات شان وهي من شؤونه فصح كونه بدل كل وقد يقال معنى عرفت زيداً من هو عرفت زيداً جواب من هو وجواب من هو التاجر أو ابن عمرو أو ذلك نحو نفس زيد فيتعين حينئذ بدلية الكل بدون حذف ولا يظهر غيرها أصلاً. قوله: (فهل يقال أن الفعل معلق) أي: وإن تلك الجملة في موضع المفعول به المسرح. قوله: (علمت زيداً لأبوه قائم) أي: أو قلت ما ماثل هذا التركيب من كل جملة اقترنت بمعلق واقعة بعد المفعول الأول فدخل عرفت زيداً ملة هو على القول بأن عرف بمعنى علم. قوله: