والسابع والثامن: «قول» و «قائل»،
  بمفرد يقبل الجزم لفظاً كما في قولك: «إن تَقُمْ أَقُمْ» أو محلاً كما في قولك «إنْ جِئْتَنِي أكْرَمْتُكَ»، مثالُ المقرونة بالفاء {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}[الأعراف: ١٨٦]، ولهذا قُراء بجزم «يذر» عطفاً على المحل؛ ومثال المقرونة بـ «إذا» {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ٣٦}[الروم: ٣٦]، والفاء المقدّرة كالموجودة، كقوله [من البسيط]:
  مَنْ يَفْعَلِ الْحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا ... [وَالشَّرُّ بِالشَّرِّ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلَانِ]
  ومنه عند المبرد، نحو: إن قمتَ أقوم وقول زهير [من البسيط]:
  ٦٦٩ - وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْغَبَةٍ ... يَقُولُ لا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ
  حتى لا تكون الجملة في محل وقوله لأنها لم تصدر بمفرد أي بفعل مفرد أي قابل للجزم في اللفظ بأن كان مضارعاً أو محلاً بأن كان ماضياً. قوله: (كما في قولك إن تقم) هذا مثال للمنفي وكذلك قوله إن جئتني أكرمتك مثال للمنفي قوله: (ولهذا قراء) أي: ولأجل أن الجملة الواقعة جواباً لجازم في محل جزم إذا قرنت بالفاء قراء الخ. قوله: (بجزم يذر) أي: وقراء بالرفع على الاستئناف قوله: (عطفاً على المحل) هذا ما قاله المصنف تبعاً لغيره من كون الجملة الواقعة جواباً لشرط جازم في محل جزم إذا قرنت بالفاء وقد علمت أن الدماميني قد خالف في ذلك وجعل جزم المعطوف بإضمار شرط. قوله: (الله يشكرها) أي فالله يشكرها فالجملة في محل جزم وحذف الفاء ضرورة. قوله: (ومنه عند المبرد) أي: مما حذف فيه الفاء عند المبرد نحو إن قمت أقوم، أي: فالأصل فأنا أقوم فالفاء مقدرة. مع مبتدأ وقوله أقوم خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط. قوله: (وقول زهير) بالرفع عطف على المضاف أي: نحو والأوجه الجر عطف على المضاف إليه أعني إن قمت وقوله في قول زهير أي في مدح هرم.
  قوله: (وإن أتاه خليل) من الخلل أي الذي اختل حاله وهو الفقير أو من الخلة
٦٦٩ - التخريج البيت لزهير بن أبي سلمى في (ديوانه ص ١٥٣؛ والإنصاف ٢/ ٦٢٥؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٨؛ وخزانة الأدب ٩/ ١٨، ٧٠؛ والدرر ٥/ ٨٢؛ ورصف المباني ص ١٠٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٤٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٨؛ والكتاب ٣/ ٦٦؛ ولسان العرب ١١/ ٢١٥ (خلل)، ١٢/ ١٢٨ (حرم). والمحتسب ٢/ ٦٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٩؛ والمقتضب ٢/ ٧٠؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٠٧؛ وجواهر الأدب ص ٢٠٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٨٥؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٨٦؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٣؛ وشرح المفصل ٨/ ١٥٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٠).
اللغة والمعنى: الخليل: هنا الفقير والمعوز. المسألة: طلب العطاء والحاجة. الحرم الممنوع.
يقول: إذا ما أتاه محتاج يطلب نوالاً فإنّه يقول له: مالي موجود ولا حرمان لك منه. أي: إنّه رجل كريم لا يرد سائلاً مهما كانت الظروف.