حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة السادسة

صفحة 490 - الجزء 2

  وما بعدها، قلت: فكأن هذا هنا بمنزلة:

  مَنْ يَفْعَل الحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا ... [وَالشَّرُّ بالشَّرْعِندَ اللَّهِ مِثْلَانِ]

  في باب الشرط، وبعد فالتحقيق أنَّ العطف في الباب من العطف على المعنى؛ لأن المنصوب بعد الفاء في تأويل الاسم، فكيف يكون هو والفاء في محل الجزم؟ وسأوضح ذلك في باب أقسام العطف.

  ***

  الجملة السادسة: التابعة لمفرد، وهي ثلاثة أنواع:

  أحدها: المنعوت بها؛ فهي في موضع رفع في نحو: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ}⁣[البقرة: ٢٥٤]، ونَصْبِ في نحو: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ}⁣[البقرة: ٢٨١]، وجر في نحو: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ}⁣[آل عمران: ٩]. ومن مثل المنصوبة المحل {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا}⁣[المائدة: ١١٤]، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ}⁣[التوبة: ١٠٣] الآية؛ فجملة {تَكُونُ لَنَا عِيدًا}


  والجملة جواب الشرط أي: فإن تبلوني فلعلي فالفاء مقدرة فعنده الجملة الواقعة جواباً للطلب إنما تكون في محل جزم إذا قرنت بالفاء قوله: (هذا) أي: تقدير الفاء وقوله: قلت الخ هذا كلام أبي علي الذي يقدر الفاء وعلى كلامه فتقيد المسألة بالفاء ولو تقديراً. قوله: (هنا) أي: في الطلب. قوله: (وبعد فالتحقيق أن العطف الخ) هذا ترجيح للقول الأول الذي قدمه قوله: (إن العطف في الباب) أي: باب العطف على جواب الطلب وقوله من العطف على المعنى أي: ففي الآية المعنى كما قدمته أن تؤخرني لأجل قريب أصدق وأكن في البيت على إن الأصل أن تبلوني بليتكم قوله: (من العطف على المعنى) أي: في الآية وكذا البيت قوله: (لأن المنصوب) أي: في الآية. قوله: (في تأويل الاسم) والتقدير ليكن منك تأخير وتصديق مني.

الجملة السادسة

  اعلم أن الجمل بعد النكرات المحضة صفات وأما بعد النكرات غير المحضة فيجوز في الجملة أن تكون حالاً وأن تكون صفة فقوله ومن مثل الخ إشارة للمحتمل وما قبله إشارة للمتعين للصفة وهذا هو النكتة في الفصل في قوله ومن مثل والمراد بغير المحضة أن تكون موصوفة. قوله: (ثلاثة أنواع) أي: لأن الجملة لا تؤكد المفرد وأما نحو زيد قائم قام فلا شاهد له فلينظر. قوله: (ثلاثة أنواع) أي: لأنها إما أن تكون نعتاً للمفرد أو معطوفة عليه بالحرف أو بدلاً. منه. قوله: (ومن مثل الخ) فصله للاحتمالات الآتية. قوله: (ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) هذا بناء على أن من السماء متعلق بأنزل فهو ظرف لغو.