حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - قرأ غير أبي عمرو

صفحة 489 - الجزء 2

  وجزم {أَصَّدَّقَ} ويسمى العطف على المعنى ويقال له في غير القرآن العطف على التوهم؛ وقيل: عطف على محل الفاء وما بعدها وهو {أَصَّدَّقَ} ومحله الجزم؛ لأنه جواب التحضيض، ويجزم بـ «إنْ» مقدّرة، وإنه كالعطف على {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}⁣[الأعراف: ١٨٦] بالجزم، وعلى هذا فيضاف إلى الضابط المذكور أن يقال: أو جواب طلب؛ ولا تُقَيَّد هذه المسألة بالفاء، لأنَّهم أنشدوا على ذلك قوله [من الوافر]:

  ٦٧٠ - فَأَبلونِي بَليْتَكُمْ لَعَلّي ... أَصَالِحكُمْ وَاسْتَدْرِجُ نَوَيا

  وقال أبو علي: عطف «استدرج» على محلّ الفاء الداخلة في التقدير على «لعلّي»


  جوزوا فيه عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة ولذا حكاه المصنف بقيل. قوله: (وجزم أصدق) أي: بأداء شرط مقدرة أو بنفس الطلب لنيابته عن الشرط. قوله: (على المعنى) أي: إن تؤخرني أصدق وأكن قوله: (على التوهم) أي: بأن يتوهم ما ليس موجوداً وهو اشتراط الفاء وكون أصدق بالجزم موجوداً وقوله: في غير القرآن أي: وأما في القرآن فلا يقال فيه ذلك لبشاعة اللفظ وان كان المعنى صحيحاً أي توهم ما ليس موجوداً موجوداً. قوله: (في بعض النسخ وهو أصدق) هذا تفسير لما بعد الفاء. قوله: (وإنه كالعطف على من الخ) أي: في أن كلاً فيه العطف على محل الجواب قوله: (فيضاف إلى الضابط) أي: المذكور في قوله الجملة الخامسة الواقعة بعد الفاء الخ فيقال الواقعة بعد الفاء أو إذ جواباً لشرط جازم والواقعة جواباً للطلب سواء كانت مقترنة بالفاء أو لا. قوله:

  (ولا تفيد هذه المسألة) أي: مسألة جواب الطلب قوله: (أنشدوا على ذلك) أي: على العطف على محل الجملة قوله: (فأبلوني) أي: أعطوني بليتكم أي: ناقتكم الناقة التي تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت. قوله: (لعلي) هذا هو محل الشاهد وأستدرج عطف على محل لعلي من غير تقدير فاء وأما على كلام أبي علي فيقدر الفاء قوله: (نويا) بفتح الواو كهوى وأصله نواي كعصاي قلبت الألف ياء وأدغمت الياء في الياء على لغة هذيل والشاعر منهم والنوى هي الجهة التي ينويها المسافر. قوله: (على محل الفاء الداخلة) أي: أن الفاء محذوفة من قوله لعلي


٦٧٠ - التخريج البيت لأبي دؤاد الإيادي في (ديوانه ص ٣٥٠؛ والخصائص ١/ ١٧٦، ٢/ ٣٤١، وسر صناعة الإعراب ٢٠/ ٧٠١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٩؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١١/ ٤٧٤ (علل).

اللغة: البلية: الناقة المعقولة إلى قبر صاحبها حتى تموت النوى البعد الاستدراج: التقريب، ونوي: أصله، نواي كعصاي قلبت الألف ياءً وأدغمت في الياء على لغة هذيل، والنوى: جهة السفر.

المعنى: أطلب منكم هذه الناقة المعقولة علها تكون سبباً في صلحي معكم، وفي إنالتي مرادي.